أنا الدكـــتوووووور!

93373812 4111647922211151 3370400157320347648 o 1 1 1 1 1

بقلم/ الدكتور ظريف حسين رئيس قسم الفلسفة بأداب الزقازيق..

هو اسم فيلم قام بدور البطولة فيه فريد شوقي1968 و يحكي قصة ممرض أوهم أهل القرية بأنه دكتور و أن أهل القرية كلهم مرضي!
و لهذه الحكاية صلة وثيقة بمشكلة الدراسات العليا عندنا:
ففي حين ينص قانون تنظيم الجامعات في مصر علي أن رسالة الدكتوراه يجب أن تأتي بشيء جديد و أصيل في العلم،

فإننا نجد أن أكثر طلاب الدراسات العليا أضعف في مستواهم العلمي من أن يأتوا بأي جديد.فهم يفتقدون لأبسط أدوات البحث الجاد،و خاصة التمكن من لغة أو لغات البحث التي ستمكنه من جمع المادة العلمية،ناهيك عن أقل المهارات المنهجية،و السقوط في أخطاء قاتلة تخرجه من حظيرة البحث العلمي.
و مع ذلك فقد صار الجميع يحلم بالدكتوراه بوصفها أعلي لقب علمي،و قد صارت هي من جانبها أقرب الأحلام تحققا ! و من كثرة ما نال هذا اللقب من ضعف فقد هان بين حامليه،حتي كدتُ أن أتململ ممن يدعونني به،من كثرة عدد الأبقار التي يسبق اسمها حرف الدال.
و لو طبق القانون الذي ينظم منح الدكتوراه حق تطبيقه،مثلا في كليات الطب لاختفت كل الأمراض؛لأن الاكتشافات الجديدة التي سينجزها الدكاترة الذين يبلغ عددهم الآلاف كل عام سوف لا تبقي مرضا إلا شخصته و عالجته!
و قُل مثل ذلك عن كليات العلوم،و غيرها من الكليات العملية.و الأمر في الكليات النظرية أخطر؛فالرسائل أكثرها سرقات و نقل و تقليد و تحايل!
و الواقع هو أن الدكتوراه و ما يليها من الألقاب أصبحت-في معظمها- مجرد ألقاب فخرية،أو وسيلة للارتزاق،يحصل بها حاملوها علي مراكز وظيفية أو علي بدلات مادية،علي الأقل.و بذلك لن يختلف أكثر حاملي الدكتوراه عن ذلك الممرض الذي تحدث عنه فيلم “أنا الدكتور” بأي حال من الأحوال!