بقلم/ د محمد عطا عمر
ذكرنا في الحلقة السابقة نص الرسالة التي بعث بها “جورج الثاني” ملك انجلترا والدول الاسكندينافية إلى “هشام الثالث” خليفة المسلمين في الأندلس, يطلب منه أن يرسل ابنة أخيه الأميرة ” دوبانت ” على رأس بعثة كبيرة من أشراف الإنجليز، للثم أهداب العرش والتماس العطف, لنهل العلم من بلاد الأندلس العامرة, لما سمعه عما وصلت إليه الأندلس من العلوم والرقي في ذلك الوقت,,, وفي نهاية الرسالة يقول له: “خادمكم المطيع/ جورج الثاني ملك إنجلترا والسويد والنرويج والدول الاسكندينافية”,,,,, لكن ماذا كان رد الخليفة هشام الثالث علية؟ ” نص الرسالة ” جواب الخليفة الأندلسي هشام الثالث بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه سيد المرسلين، وبعد: إلى ملك انجلترا وايكوسيا واسكندنافيا .. ” اطلعت على التماسكم، فوافقت على طلبكم, بعد استشارة من يعنيهم الأمر من أرباب الشأن، وعليه نعلمكم أنه سوف ينفق على هذه البعثة من بيت مال المسلمين، دلالة على مودتنا لشخصكم الملكي, أمّا هديتكم فقد تلقيتها بسرور زائد، وبالمقابل أبعث إليكم بغالي الطنافس الأندلسية، وهو من صنع أبنائنا، هدية لحضرتكم، وفيها المغزى الكافي للتدليل على التفاتنا ومحبتنا.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. خليفة رسول الله في ديار الأندلس هشام الثالث أيُ عزٍ هذا ! أيُ فخرٍ هذا ! أيُ حضارةٍ تلك ! التي كنا فيها منارة العالم, لنخرجه من غياهب ظلمات الجهل والفقر والمرض إلى نور العلم والإيمان والمعرفة . هذه لفتةُ قليلة من حضارتنا في الأندلس والتي يجهلها الكثيرون, وهي جزء بسيط من حضارتنا الإسلامية العظيمة ! نعم هذا مجدنا! وهذا عزنا ! نعم هكذا كنا…..!