الحلقة الرابعة من سلسلة حلقات سلاطين المماليك السلطان المظفر سيف الدين حاجي

94691062 1116514722019522 6059933159389134848 n 7

بقلم / أحمد الطحاوي

فكتب السلطان لأرغون شاه نائب حلب أن يتقدم لعرب آل مهنا ليمسك الطرقات على يلبغا وأعلمه أنه ولاه نيابة الشام بدل من يلبغا فقام أرغون شاه في ذلك أتم قيام وأظهر ليلبغا أنه معه ولما وصل إلى يلبغا أراي أمير آخور في يوم الأربعاء سادس جمادى الأولى ودعاه إلى مصر ليكون رأس أمراء المشورة وأن نيابة الشام أنعم بها السلطان على الأمير أرغون شاه نائب حلب ظن يلبغا أن استدعاءه حقيقة وقرأ كتاب السلطان فأجاب بالسمع والطاعة وأنه إذا وصل أرغون شاه إلى دمشق توجه هو إلى مصر وكتب الجواب بذلك وأعاده سريعاً فتحللت عند ذلك عزائم أمراء دمشق وغيرها عن يلبغا وتجهز يلبغا وخرج إلى الكسوة ظاهر دمشق في خامس عشره وكانت ملطفات السلطان قد وردت إلى أمراء دمشق بإمساكه فركبوا على حين غفلة وقصدوه ففر منهم بمماليكه وأهله وهم في أثره إلى خلف ضمير ثم سار في البرية يريد أولاد تمرداش ببلاد الشرق حتى نزل على حماة بعد أربعة أيام وخمس ليال فركب الأمير قطليجا نائب حماة بعسكره فتلقاه ودخل به إلى المدينة وقبض عليه وعلى من كان معه من الأمراء وهم الأمير قلاوون والأمير سيفة والأمير محمد بك بن جمق وأعيان مماليكه وكتب للسلطان بذلك فقدم الخبر بذلك على السلطان في جمادى الأولى أيضاً فسر سروراً زائداً ورسم في الوقت بإبطال التجريدة ثم كتب بحمل يلبغا اليحياوي المذكور إلى مصر ثم بدا للسلطان غير ذلك وهو أنه أخرج الأمير منجك اليوسفي السلاح دار بقتله فسار منجك حتى لقي آقجبا الحموي ومعه يلبغا اليحياوي وأبوه بقاقون فنزل منجك بقاقون وصعد بيلبغا اليحياوي إلى قلعة قاقون وقتله بها في يوم الجمعة عشرين جمادى الأولى وحز رأسه وحمله إلى السلطان قال الشيخ صلاح الدين الصفدي: وكان يلبغا حسن الوجه مليح الثغر أبيض اللون طويل القامة من أحسن الأشكال قل أن ترى العيون مثله كان ساقياً وكانت الإنعامات التي تصل إليه من السلطان لم يفرح بها أحد قبله كان يطلق له الخيل بسروجها وعددها وآلاتها الزركش والذهب المصوغ خمسة عشر فرساً والأكاديش ما بين مائتي رأس فينعم بها عليه وتجهز إليه الخلع والحوائص وغير ذلك من التشاريف التي يرسم له بها خارجة عن الحد وبنى له الإسطبل الذي في سوق الخيل تجاه القلعة والإسطبل المذكور كان مكان مدرسة السلطان حسن الآن اشتراه السلطان حسن وهدمه وبنى مكان مدرسته المعروفة. وفي يوم الأحد خامس عشرين جمادى الأولى المذكور أخرج السلطان الوزير نجم الدين محموداً والأمير بيدمر البدري نائب حلب كان والأمير طغيتمر النجمي الدوادار إلى الشام وسببه أن الأمير شجاع الدين غرلو لما كان شاد الدواوين قبل تاريخه حقد على الوزير نجم الدين المذكور وعلى طغيتمر الدوادار فحسن للسلطان أخذ أموالهما فقال السلطان للنائب أرقطاي عنهما وعن بيدمر أنهم كانوا يكاتبون يلبغا فأشار عليه النائب بإبعادهم وأن يكون الوزير نجم الدين نائب غزة وبيدمر نائب حمص وطغيتمر نائب طرابلس فأخرجهم السلطان على البريد فلم يعجب غرلو ذلك وأكثر عند السلطان من الوقيعة في الأمير أرقطاي النائب حتى غير السلطان عليه وما زال به حتى بعث السلطان بأرغون الإسماعيلي إلى نائب غزة بقتلهم فدخل أرغون معهم إلى غزة بعد العصر وعرف النائب ما جاء بسببه فقبض عليهم نائب غزة وقتلهم في ليلته وعاد أرغون وعرف السلطان الخبر فتغير قلب الأمراء ونفر خواطرهم في الباطن من السلطان وميله إلى غرلو وتمكن غرلو من السلطان.