لا يختلف اثنان في أن ترنيمة الزمان ومعشوقة التاريخ و الأجيال ولادة على مر العصور والأزمان ، تلك المدينة الساحرة عروس البحر المتوسط ، وملجأ كل حيران . دعونا نبدأ مع أولى شخصياتنا التي ستنير مرار وتكرارا هذه الفقرة ، شخصية عبقرية فنيا ومبدعة ، * من هوى وانتهى وهو وحبيبه في بحر الغرام ارتمى * ، ملك فقرتنا اليوم هو الفنان البارع ” سيد درويش ” اسمه الحقيقي السيد درويش البحر ، مجدد الموسيقى وباعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي ،ولد في الإسكندرية في 17 مارس 1892 وتوفي في 10 سبتمبر 1923 حيث بدأ ينشد مع أصدقائه ألحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الأزهري . و التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية عام 1905 ثم عمل في الغناء في المقاهي . من أشهر إنجازاته في عالم الفن والغناء والألحان أنه أضاف إلى هذه المآثر مأثرة جديدة وهي التلحين البارع خلال الأوبريتات ومنها أوبريت شهرزاد ظهرت هذه الأوبريت للمرة الأولى أواخر عام 1920 وأوائل العام 1921 وكان انقلابها بدء انقلاب جديد في عالم الموسيقى العربية والألحان المسرحية . سيد درويش روح المزاج المصري الراقي ، وكفى أنه لحن النشيد الوطني المصري بلادي بلادي الذي ما زال لحنه في فؤادنا وعلى ألسنتنا إلى يومنا هذا . وتوفي هذا المبدع وهو له من العمر إحدى وثلاثون سنة وما أقصره من عمر وما أكثره من إنتاج ، ولكنه بأعماله خلد اسمه على مر الأزمان .
