” تعرفوا علي امين الامه وصاحب النبي صلى الله عليه وسلم من اول الدعوه “

95030719 1165350873801488 5790368169939959808 n


بقلم الكاتبه : هاجر عبدالله

اتحدث اليوم عن رجل من كبار الصحابة رضي الله عنهم، ومن المهاجرين الأولين ، واحد من العشره المبشرين بالجنه ، الذي لقبه النبي محمد بأمين الامه حيث قال ” ان لكل أمه أمينا ، وأن أميننا ايتها الامه ؛ ابو عبيده بن الجراح” .


( ابو عبيده بن الجراح)

اسمه ونسبه :-

_ هو عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضيه بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

_ أبوه : عبدالله بن الجراح ، لم يذكر اسمه الا في قصه ابنه ابو عبيده يوم بدر .

_ أمه : اميمه بنت غنم بن جابر

وفي جمهرة انساب العرب ، لابي حزم الاندلسي : اميمه بنت جابر بن عبد العزي بن عامر بن وديعه بن الحارث بن فهر .

( إسلامه )

ذكر ابن هشام في هشام في السيره أنه أسلم بعد ” ثمانيه نفر” سبقوا إلي الاسلام، والأرجح أنهم لم يسلموا في يوم واحد، بل أسلموا متفرقين في أيام ، وكان ترتيبهم بأجمعهم بعد الثمانية السابقين .

_ ويعد ابو عبيده من السابقين الأولين في الاسلام ، فهو ممن التقاهم النبي محمد في ‘ دار الارقم ‘ قبل أن يبلغ المسلمون أربعين رجلا ، وحفظ القرآن منذ بشير فجره الأولي ، واوذي في سبيل الله فصبر .

ونقل ابن سعد أنه هاجر الي أرض الحبشة الهجره الثانيه في روايه محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ، ولم يذكره موسى بن عقبة .

وقال الذهبي ” إن كان هاجر إلى الحبشة فإنه لم يطل فيها اللبث” .

( أخلاقه وصفاته )

1/ جاء في كتاب الطبقات الكبير وسير اعلام النبلاء ” كان أبو عبيده رجلا نحيفا، معروق الوجه ، خفيف اللحيه ، طوالا اجنأ اثرم الثنتين “

وقال الذهبي ” أنه كان يخصب بالحناء والكتم ، وكان له عقيصتان ” .

2/ كان حسن الخلق ، شديد الحياء ، والحلم والتواضع .

هجرته إلى المدينة :_

هاجر ابو عبيده من مكه الى المدينه المنوره، فنزل على كلثوم بن الهدم الأوسي ، وبعد وصول النبي محمد إلي دار الهجره اخي بين المهاجرين والأنصار،وقد روي مسلم في الصحيح عن أنس بن مالك ” إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخي بين أبي عبيدة بن الجراح وبين ابي طلحه ” .

( في العهد النبوي)

اولا :_ غزوه بدر الكبرى

_حضرة أبا عبيدة غزوه بدر التي وقعت في 17رمضان 2هجريا الموافق 13 مارس 624م .
وأبلي مع غيره من المهاجرين والأنصار بلاء حسنا. وقد قيل أن أبا عبيدة قتل أباه يوم بدر كافرا،
قال اخرج الحافظ من طريق البيهقي عن عبد الله قال :_ نزلت هذه الآية في ابي عبيدة حيث قتل أباه يوم بدر ( لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله )

وقال آخرون : إن أبا عبيدة لم يقتل أباه يوم بدر وليس في هذا خبر صحيح او حسن أو ضعيف .

ثانياً :_ غزوه احد

وقعت هذه الغزوه في 7شوال 3هجريا الموافق 23مارس 625م . وانه كان من الذين ثبتوا في ميدان المعركة عندما يوغت المسلمون بهجوم المشركين ، وانه كان من المدافعين عن النبي محمد .

عن السيدة عائشة سمعت أبا بكر يقول” لما كان يوم احد ورمي رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه حتي دخلت في اجنتيه حلقتان “

( سريه ابي عبيدة بن الجراح)

بعث النبي محمد أبا عبيدة بن الجراح في أربعين رجلا الي ذي القصه في شهر ربيع الآخر سنه 6هجريا الموافق لشهر اغسطس ( آب ) 627م .

سبب السريه : أنه قد بلغه أن بعض القبائل يريدون أن يغيروا على سرح المدينة وهو يرعي يومئذ بمحل بينه وبين المدينه سبعه أميال ، فصلوا المغرب ومشوا ليلتهم واصلوا ذا القصه مع عمايه الصبح قائما روا عليهم فأعجزوهم هربا في الجبال واسروا رجلا واحد ، وأخذوا نعما من نعمهم ورثه ، وقدموا بذلك الي المدينه .

( سقيفه بني ساعده )

كان لأبي عبيده بن الجراح فصل عظيم في يوم سقيفه بني ساعده كما رواها البخاري في كتاب فضائل الصحابه: قالت السيدة عائشة (( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وابو بكر بالسنح )) ، فقال عمر ” والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولبعثه الله ليقطعن ايدي رجال وأرجلهم ” ، فجاء أبو بكر يكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله فقال ” بأبي أنت وأمي، طبت حيا وميتا ، والذي نفسي لا يتقبل الله المؤمنين ابدا ، ثم خرج ….. واجتمعت الأنصار الي سعد بن عباده في سقيفه بني ساعده فقالوا ” منا أمير ومنكم امير ” فلما سمع عمر بن الخطاب هذا الكلام جاء الي ابو بكر وأخبره بما حدث فذهب أبو بكر وعمر بن الخطاب وكان معهم ابو عبيده بن الجراح ، فذهب عمر ليتكلم فاسكته ابو بكر ، وكان عمر يقول والله مااردت قول شئ الا ابو بكر قاله وزاد عليه .

ثم تكلم ابو بكر فكلم ابلغ الناس ، فقال في كلامه ” نحن الأمراء وانتم الوزارء ” فقال حباب بن المنذر” لا والله لا نفعل منا أمير ومنكم امير ” فقال أبو بكر ” لا ولكنا الأمراء وانتم الوزارء، هم اوسط العرب دار واعربهم احسابا ، فبايعوا عمر أو أبا عبيدة بن الجراح فقال عمر ” بل نبايعك انت فأنت سيدنا وخيرنا واحبنا الي رسول الله صلى الله عليه وسلم” فأخذ عمر يده فبايعه ثم بايعه أبا عبيدة وبايعه الناس .

_ في عهد أبي بكر الصديق .

قياده جيوش فتح الشام :_

بعد أن اتخذ ابو بكر القرار بفتح الشام وأرسال الجيوش لمحاربة الروم ، أرسل إلي أربعه من الصحابة وكان منهم أبو عبيده بن الجراح .

– لواء عبيده بن الجراح : كان معظم الجنود مع ابو عبيده بالمعسكر . يؤمهم ابو عبيده في الصلاه وينتظرون امر ابي بكر ، وكان أبو بكر ينتظر قدوم من استنفر من المسلمين حتي يحل بهم ارض الشام ، وكان وفود المسلمين تتوافد تباعا الي المدينه ، أكثرهم من اليمن وبعد اكتمال العدد والقوه اللازمين للقضاء على الروم . ودع ابو بكر أبا عبيدة في ” السابع من شعبان سنه 14 هجريا الموافق 17 اكتوبر ” وقال أبو بكر بوصيه :_

(( اسمع سماع من يريد أن يفهم ماقيل له ثم يعمل بما أمر به …..انك تخرج في اشراف الناس وبيوت العرب وصلحاء المسلمين وفرسان الجاهليه، وكانوا يقاتلون إذ ذاك على الجميع وهم احسن صحبه من صحبك وليكن الناس عندكم في الحق سواء استعن بالله وكفي بالله معينا ……)).

( وفاه ابا عبيده بن الجراح )

توفي في العام الثامن عشر للهجره وكان يبلغ من العمر ثمان وخمسين سنه .

وهناك اتفاق وتواتر بوفاه ابو عبيده في الشام بسبب الطاعون .

لقد انتهي حديثنا عن امين الامه وقائد الديار الشاميه الذي قال عنه أبو بكر يوم سقيفه بني ساعده ” قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين : عمر بن الخطاب و ابو عبيده بن الجراح ” .