تَبّاً لَنَا … إنَّنَا فِي هَامِشِ الزَّمَنِ *** يَا أمَّةً سَادَ فِيهَا نَاتِنُ الْفِتَنِ
مِنْ حُمْقِنَا قَدْ هُزِمْنَا فِي مَوَاطِنِنَا***مِنْ ضَعْفِنَا طَحَنَتْنَا دَوْرَةُ الْمِحَنِ
لَا دِينَ يُرْشِدُنَا، لَا عِلْمَ يَنْفَعُنَا،*** لَا رَأيَ يُنْقِذُنَا مِنْ قَبْضَةِ الشَّجَنِ
غَابَتْ مُسَاءَلَةُ الْأخْلَاقِ مِنْ دَمِنَا*** كِدْنَا نُصَنَّفُ فِي الْأطْلَالِ وَالدِّمَنِ
نَقْتَاتُ بِالْمَوْتِ وَالدُّنْيَا تُعَارِضُنَا *** نَنْمَازُ بِالْعَارِ فِي شِقَاقِنَا الْعَفِنِ
هَدَّ الْخِصَامُ أمَانِينَا الَّتِي جَمَعَتْ***مَا تَبْتَغِي الرُّوحُ فِي الْأسْرَارِ وَالْعَلَنِ
صَالَتْ عَلَى رِحْلَةِ التَّارِيخِ مَشْأمَةٌ***أدَّتْ إلَى وَرْطَةِ الْأرْيَافِ وَالْمُدُنِ
أعْدَاؤُنَا حَاصَرُوا الْآفَاقَ فِي عَدَدٍ *** لَمْ يَنْجُ مِنْ رُعْبِهِ شِبْرٌ مِنَ الْوَطَنِ
قَالُوا : لَنَا الْمَجْدُ، وَالذّلُّ الشَّدِيدُ لَكُمْ، *** بَعْدَ الْفَنَاءِ نُوَارِيكُمْ بِلَا كَفَنِ
إنْ لَمْ نَجِدْ وَجْهَ حَلٍّ فِي تَكَاتُفِنَا *** هِيَ النِّهَايَةُ فِي دَوَّامَةِ الْحَزَنِ
عُودُوا إلَى عَقْلِكُمْ فَالْعَقْلُ فِي غَدِنَا*** مِفْتَاحُ نَصْرٍ وَعِزٍّ فِي رُؤَى السُّنَنِ
أوبُوا إلَى رَبِّكُمْ مِنْ غَيْرِ عَجْرَفَةٍ *** إنَّ الْعَقِيدَةَ تُلْغِي سَطْوَةَ الْوَثَنِ
قُومُوا وَهُبُّوا لِإنْقَاذِ الْبِلَادِ مَعاً ***لَا تَخْلُدُوا إخْوَتِي فِي هَامِشِ الزَّمَنِ.
بقلم / أ . د . بومدين جلالي