الجزائر بقلم: أ. د. بومدين جلالي
تقديم :
– تلبية لرغبة بعض قرائي الذين يحبون معارضاتي الشعرية لمقاطع من قصائد كبيرة شهيرة في التاريخ الأدبي، أقترح عليكم معارضة الجزء الغزلي من رائعة ” زَحْلة ” لأمير الشعراء أحمد شوقي، والتي اشتهرت بـ “” يا جارة الوادي “” بعد أن أدّاها طرَباً الموسيقار عبد الوهاب والفنانة فيروز وغيرهما … قراءة ممتعة أتمناها لكم.
يَا جَارَةَ الْوَادِي أحِبُّ صَدَاكِ**وَأرَى سَجَايَا الْأمْسِ فِي ذِكْرَاكِ
بِالشِّعْرِ أسْمَعُ نَبْضَ شَوْقِي يَشْدُو ** لِلْكَوْنِ مَا قَالَتْ لَهُ عَيْنَاكِ
فِي اللّحْنِ -وَالْعُودُ الْأنِيقُ يُغَنِّي-**أجِدُ الْأمَانِي فِي الزَّمَانِ الْحَاكِي
يَا وَيْحَ رُوحِي حِينَ غَابَتْ نَجْوَى**كَانَتْ تَبُثّ الْعِطْرَ مِنْ نَجْوَاكِ
تُهْنَا وَتَاهَ السَّعْدُ فِي بَلْوَانَا ** وَيْلِي !! أقَدْ حَلَّ الْغُرُوبُ الْبَاكِي؟!
ذِكْرَاكِ أشْوَاقِي وَإشْرَاقَاتِي ** وَدَمِي … فَمَنْ هَـذَا الّذِي يَنْسَاكِ؟
فِي حَيِّنَا النَّائِي رَأيْتُكِ نُوراً ** وَهَوَى الْبَرَاءَةِ لَا يُرِيدُ سِوَاكِ
كُنْتِ الْجَمِيلَةَ فِي سَنَاءٍ يَزْهُو ** بِاللّطْفِ والْإبْهَاجِ حِينَ أرَاكِ.
أعْوَامُ ذَاكَ الْعَهْدِ مَرَّتْ طَيْفاً ** وَأنَا أرَافِقُ رِحْلَةَ الْأفْلَاكِ
وَالْيَوْمَ أحْكِي لِلّيَالِي عَنْهَا ** وَالسِّرُّ يَهْمِسُ : خَالِقِي يَرْعَاكِ
غَازَلْتُهَا دَهْراً بِجَانِبِ مَاءٍ ** يَجْرِي شِفَاءً لِلْفُؤَادِ الشَّاكِي
فِي جُلِّ أشْجَارِ الْمَدِينَةِ يَا مَا ** دَوَّنْتُ رَمْزَ غَرَامِهَا الْفَتَّاكِ!
كَانَتْ بِمِيرَاثِ الصَّحَارِي تَبْدُو ** كَغَزَالَةٍ، كَقَصِيدَةٍ، كَمَلَاكِ
هَوْناً تَسِيرُ، وَجَوُّهَا إِلْهَامٌ، ** وَالْوَحْيُ يُبْهِرُ صَفْوَةَ النُّسَّاكِ
كَالشَّمْسِ تُشْرِقُ – كُلّهَا بَسَمَاتٌ – **لَمَّا أنَادِيهَا : مَتَى ألْقَاكِ ؟
أحْبَبْتُهَا حُبّاً بِغَيْرِ مَثِيلٍ ** مِنْ ذَا أتَى فَنِّي مَعَ الْإدْرَاكِ
ذَهَبَتْ، وَمَا ذَهَبَتْ بَوَارِقُ عِشْقِي**وَلَهَا أقُولُ بِحُرْقَةٍ: أهْوَاكِ.