حكاية جامع ( أحمد بن طولون )

88975463 233055967861088 3323045900909019136 n 1

أعداد : حازم عبد العاطي

يعد جامع أحمد بن طولون أكبر جامع أثري في مصر حيث تبلغ مساحته 6 فدان و نصف أنشئه أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية عام 877 م عام 265 هجريآ بمدينة القطائع التي أنشأها و قد قرر أن يبني جامع كبير لو مصر كلها احترقت فلم يحترق الجامع و اذا مصر كلها غرقت فلم يغرق الجامع و لذلك فقد بني الجامع من الآجر الذي لا يتأثر سلبآ بالنار و قد اختار له مكان مرتفع هو جبل يشكر و قد سمي الجبل بهذا الأسم نسبة الي قبيلة يشكر التي سكنت هذا المكان , و يقال أن هذا المكان قد رست فيه سفينة نوح و أن الدعاء فيه مستجاب . يتكون الجامع من صحن أوسط مكشوف يحيط به أربعة أروقة لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة و أكبر هذة الأروقة هو رواق القبلة حيث يتكون من خمس بلاطات في حين تتكون الأروقة الأخري من بلاطتين و ترتكز عقود هذة الأروقة المدببة الشكل علي دعائم ضخمة من الآجر و يوجد بأركان الدعائم الأربعة أعمدة مدمجة و كان الغرض من

87479798 3767642783276473 5856148789533868032 n
88975463 233055967861088 3323045900909019136 n
88984096 212178979972188 3854966025581756416 n

وجودها زخرفيا فقط حيث يقع الثقل كله علي الدعائم و يخفف هذا الثقل فتحات ذات عقود مدببة تعلو الدعائم و يلتف حول الفتحات و العقود أشرطة من الزخارف الجصية المنقوشة بسور جامع سمراء الكبير و يحيط بالجامع ثلاثة زيادات خارجية أضيفت لتوسيع الجامع بعد ازدياد عدد المصلين . و يتوسط صحن الجامع قبة صخرية ترتكز علي عقود مدببة تحت كل عقد فتحة كبيرة عبارة عن باب و في احدي هذة الأبواب يوجد مصرع خشبي يوصل الي سلم يوصل الي غرفة كان يعالج فيها طبيب الناس يوم الجمعة من كل أسبوع و تعد هذة القبة هي ثالث قبة أقيمت للجامع حيث أن القبة الطولونية قد أحترقت و القبة الثانية بناها الخليفة الفاطمي العزيز بالله قد هدمت أما الثالثة و الموجودة حاليآ فقد بناها السلطان لاجين . و أهم ما يميز الجامع هي المئذنة الفريدة من نوعها و تقع خارج السور الخارجي في الزيادة الشمالية الغربية و تصميم هذة المئذنة يعد صورة مكررة من مئذنة جامع سمراء الملوية حيث تتكون من قاعدة مربعة الشكل يعلوها جزء اسطواني و يلتف حولها من الخارج درج يوصل الي المنطقة العلوية و هي عبارة عن طاقية علي شكل مبخرة أما عن المحراب الرئيسي للجامع فقد بناه أحمد بن طولون و لكن الفيسفساء و الطاقية الخشب و المقرنصات هي من أعمال السلطان لاجين . المنبر الأصلي للجامع نقله السلطان لاجين الي جامع لم يعد له وجود الآن أما المنبر الحالي فينسب للسلطان لاجين و تتميز حشواته من خشب العاج الهندي و الابنوس المدقوق بنقوش مورقة في منتهي الدقة . و يرجح أن أحمد بن طولون قد استعان بمهندس من العراق لتشييد جامعه حيث ظهرت فيه أساليب معمارية جديدة لم تكن معروفة من قبل في مصر مثل استخدام العقد المدبب علي نطاق واسع كما استخدم الآجر بدلآ من الحجارة في تشييد الدعامات .