بقلم أحمد محمود سلامة
نظرًا للارتباط الوثيق بين تطوير المنظومة التعليمية والارتقاء بمستوي المعلم المصري المعرفي والاجتماعي والثقافي، فإن الأمر يستدعي منا تضافر الجهود وانخراط كافة فئات المجتمع بمختلف أعمارها وطوائفها وفهمها للواقع المصري الحالي بما تعانيه وزارة التربية والتعليم من مشكلات عدة، تتخلص أهمها في عجز صارخ في ميزانيتها التي تدفع للتغيير والتطوير، وعدم إحداث التوافق العلمي المطلوب بين مدخلات التعلم ونواتجه، هذا فضلًا عن أن هدف التطوير الذي تسعي إليه وزارتنا واضح ورائع، وإنما يشوبه بعض المشكلات في الكيفية التي يُدار بها ذلك التطوير، والأساليب والوسائل التي تدفع لإحداثه بما يتوافق مع واقعنا الثقافي والاجتماعي والجغرافي والبيئي. ومن هنا كانت الحاجة مُلِحّة لوضع خطة بحثية تفاعلية تقوم علي البحث والاستقصاء والنزول الميداني إلي مدارسنا الخاصة والحكومية؛ للوقوف علي أهم المشكلات والعوائق التي تحول بيننا وبين إحداث التطوير الحقيقي، وليس تحديد المشكلات فحسب، بل وتقديم أفضل الحلول وأميزها، والتي تتوافق تمام التوافق مع ظروف بلادنا الاقتصادية والاجتماعية الحالية، وفي الوقت ذاته تحقق رفاهية التعلم لدي المتعلم وتجعل تعليمنا متعة صفية كيفية ونوعية،تقوم علي البحث واستنباط المعلومات والقدرة علي توظيفها بما يتلائم مع المحتوي المدرسي في مختلف المواد واللغات التي يتم دراستها، هذا بالإضافة للوصول إلي حلول فعلية لحل مشكلات الدروس الخصوصية بما يتناسب مع المعلمين وأولياء الأمور. واستنادًا إلي ما صرح به السيد الرئيس| عبد الفتاح السيسي مرارًا وتكرارًا بأن التعليم يمثل بالنسبة لنا جميعًا قضية وطن وحياة وتعد أولي القضايا التي تجعلها الحكومة دومًا علي رأس أولويات أعمالها، فقد عمِلْتُ أنا| أحمد محمود سلامة محمود (مدرب دولي معتمد – سفير التدريب الاحترافي والبرامج الإبداعية)، طيلة الثلاث سنوات الماضية علي وضع خطة بحثية لتطوير المنظومة التعليمية تخدم رؤية مصر 2030 تحت شعار “نحو تعليم أفضل بنَّاء، وجيل واعي متطور فعَّال” ، وقد راعيتُ عند وضعها ما يلي:- ١- وجود عجز صارخ في ميزانية التربية والتعليم يتبعه عجز في ميزان المدفوعات، وهو ما يحول دون تحقيق أسس التنمية والتقدم التعليمي المنشود. وفي هذا الشأن، توصلت إلي حلول فعلية واقعية، تستطيع أن تدير أرباحًا علي الوزارة تُقدر بما يزيد عن 40 مليار جنيه سنويًا؛ وهو ما يسهم في حل العديد من المشكلات المتراكمة، سواء الخاصة بالمعلمين والعاملين بالتعليم أو بتحديث بنية المدارس أو برفع جودة التعليم. وتحدد الخطة كيفية أن تجني الوزارة هذه الأرباح بما يمكن استثماره فيدير أرباحًا متضاعفة خلال عامين فقط. ٢- وجود مناهج دراسية تعتمد بشكل كبير ورئيس علي الحفظ والتلقين، وجعلهما أداة التقييم الفعلية،فضلًا عن اندثار بعض موضوعاتها وتلاشي البعض الأخر، يضاف إلي ذلك أن مستقبل الطالب التعليمي والتحصيلي يتوقف علي مدي حفظه وتلقينه لما أتمَّ دراسته، وهو ما يتنافي بشكل جذري مع نظم الحديثة المتبعة حاليًا. وفي ذلك الشأن، قمت بالاطلاع والبحث والاستقصاء علي نظم التعليم الحديثة المُتبعة في دول الإمارات والصين وماليزيا، وقمت بالربط بين تلك النظم جميعًا بما يتوافق مع تعليمنا المصري ووسائل وأدوات تطويره، وتوصلتُ إلي:- أ- تعميم تطبيق نظامي (التعليم المتكامل) و (الرياضات الذهنية Quick Mental math) علي مجموع المدارس الدولية والخاصة(عربي-لغات)، وعددها 8442 مدرسة علي مستوي الجمهورية، واعتبار ذلك التعميم تجربة أولية فقط ولمدة أربع سنوات، وفي حالة ثبوت نجاحها فإنه يتم تعميمها في المرحلة الثانية علي مختلف مدارس الجمهورية الحكومية والرسمية والخاصة؛ بما يسهم في رفع جودة التعليم المصري، ارتكازًا إلي أن البرنامجين سالفي الذكر هما برنامجين مصريين، وهو الحدث الأول من نوعه، أن يرتقي بتعليمنا المصري برامج مصرية وليست برامج أجنبية. وتحدد الخطة كيفية ارتقاء مصر اثني عشر مركزًا في تصنيف جودة التعليم العالمي من خلال تطبيق هاذين البرنامجين في السنة الأولي فقط وبشكل علمي. ب- إنشاء موقع إلكتروني يضم كافة المدارس الخاصة علي مستوي الجمهورية، ويتم من خلاله تقييم كل مدرسة من جهتي، الجودة التعليمية التي تقدمها، ومدي صلاحية أبنيتها وكفاءة معلميها لضمان تلك الجودة. ج- أن تُشرف علي كافة المدارس الخاصة علي مستوي الجمهورية هيئة تعليمية مستقلة، بالتعاون مع إدارة التعليم الخاص وهيئة ضمان الاعتماد والجودة. وأن يُسند إلي تلك الهيئة متابعة مجريات الأمور والمستحدثات التي تمت داخل المدارس الخاصة، والإشراف علي تطبيق نظامي (التعليم المتكامل) و (الرياضات الذهنية Quick Mental math) بشكل دوري، ومتابعة تقييم كل مدرسة من خلال لجنة فنية متخصصة، وتحديث ذلك التقييم بالسلب أو بالإيجاب علي الموقع الإلكتروني. وقد انتهيت من وضع الخطة بعد ثلاث سنوات من العمل الدؤوب والجهد المتواصل دون كلل أو ملل، راجيًا أن ترتقي مصرنا الحبيبة وأن يزدهر تعليمنا، واضعًا في الاعتبار كل إضافة بنَّاءة ونقد من هم أكثر مني خبرةً وأشمل مني درايةً بطبيعة وظروف حال التعليم في بلادنا، وإلي أي مدي يمكن تطبيق هذه الخطة بشكل احترافي، ومنها تنتقل مصر نقلة نوعية في نطاق تحسين جودة التعليم والمنظومة التعليمية ككل. وقد عرضتُ خطتي علي العديد من المؤسسات التعليمية والتربوية ومديري المدارس والإدارات بالمحافظات، ولاقيت ثناءًا وترحيبًا وتفاعلًا؛ فشاركت بها في المؤتمر الدولي الأول للتدريب الاحترافي والبرامج الإبداعية الذي أُقيم في جامعة قناة السويس في نهاية أغسطس 2019 ، ونلت درجة الاستحقاق بدرعي التكريم كسفير التدريب الاحترافي وسفير البرامج الإبداعية من الجامعة، واعتماد خطتي كأساس لدفع المنظومة التعليمية ورفع جودة التعليم المصري. كما تمَّ تكريمي من مؤسسة الطارق للتدريب والتنمية،واعتماد خطتي كأحد خطط البحث العلمي الرائدة في مجال تطوير التعليم.