كتبت / شيماء حجازي
تعد ظاهرة فيروس كورونا من الظواهر التى تعطي درسا قاسيا للعالم أجمع، هذا الفيروس الذى لايرى بالعين المجردة هز أركان الدول وزلزل كيانها، الجميع ساوسية في بلائهم وضرارهم أسقط جبابرة الصناعة أطاح بتقدمهم وعلوهم، أصبح العالم محاصر حبيسا تحت قبضة هذا الفيروس ، أرجف القلوب وأذهل العقول ، احتار الجميع في أمره وقوته التى لا يستهان بها، ينصت العالم إليه وينتظر كلا منا مصيره المجهول كباقي الدول إنه حقا لهو المصاب الجلل ، توقف العالم بأثره فجأة أصبحت المدن والعواصم خالية تماما من سكانها ، شلت حركاتهم ضعفت إرادتهم ، يختبئون في بيوتهم ، خشية من اصابتهم بهذا الفيروس اللعين الذى قد ينهي حياتهم في غمضة عين تاركين ورائهم حياة ومجتمع تفشى فيه الفساد بشتى صوره ، أمرض المجتمعات لسنوات عديدة ساعد على هدم قيمنا وتلاشي أخلاقنا وضياع مبادئنا لم نحافظ على ترابطنا تفرقت كلماتنا ووحدتنا ، انتشر الوباء اللا أخلاقي بسرعة فائقة في السنوات الأخيرة من عزوف البعض عن عاداتنا وتقاليدنا وانجرفوا وراء كل ماهو هادم ولايصلح لتقدم بلدنا وإزدهارها .
جاء فيروس كورونا لإفاقة المجتمعات العربية والأوروبية من سباتها لينذرهم، وينتبهوا عما يحدث داخل مجتمعهم من انحلال وانحطاط وتدني الأخلاق ، من الموبقات والفواحش ماظهر منها ومابطن التى ظهرت في مجتمعنا العربي بكل جرأة وتجبر ، من خمور ومخدرات وتحرش وعري وغناء ورقص في بلد الحرمين ونزع عنها حرمتها وشرفها ، لذلك طهر الله بيته بإغلاقها في وجه قاصدها غيرة على قدسيتها وعزتها إلى أن يتطهروا من خبث ما اقترفوا ويرجعون إلى الله تائبين عازفين عن كل ما حرم عليهم .
فيروس كورونا جاء لنرفع أهل العلم والعلماء فوق رؤوسنا وأن نعطيهم قدرهم في بلدهم وأن لهم الأولوية في التقدير وعلو شأنهم ، وأن نجلهم فمنهم نماذج مشرفة تعمل بجد وأمانه واخلاص وشرف من يستحقون أن يمثلوا بلدهم ويرفعوا رأسها لتكن نمبر وان بين الدول العظمى وليس لغيرهم من السفهاء ولإسفاف ما ينشرونه في مجتمعنا من الانحطاط الاخلاقي والسلوك .
فيروس كورونا جاء ليطهر الأمة من عصيانها وارجاعها للطريق الصحيح وليس لإمراضها ولكن لشفائها وتطهيرها من خبثها ومكرها وأخطائها ، حفظ الله بلدنا وسائر بلاد المسلمين .