بقلم / سمر محمد المصري
نصيحة اليوم لكل بنت وسيدة
يخلط كثير من الرجال بين ضرورة تزين المرأة “إذا نظر إليها سرته”، وبين الصورة الهوليودية للجمال؛ مما يجعله غير راض أبدا مهما فعلت زوجته.
قد اتخذت الرأسمالية من صناعة التجميل تجارة تدر بلايين الدولارات سنويا، حتى إنها لتعد من أضخم الصناعات العابرة للقارات، ولهذا ينبغي دائما أن تتطور حاجة المستهلك وشعوره بالعوز والحاجة الملحة للمنتج كي يقبل على شراءه باستمرار، وعزز هذا الشعور الدائم بالنقص لدى النساء ارتفاع سقف المقاييس العالمية للجمال -والتي هي من روافد التسويق للشركات-، حتى أضحت متعذرة تماما، إلا على ثلة من الفنانات والراقصات اللاتي ينفقن أعمارهن وأموالهن على أجسادهن فقط، ثم تتولى برامج الفوتوشوب إصلاح ما لم تتمكن المنتجات والعمليات من إصلاحه، وهكذا أضحت الصورة النهائية لجمال المرأة مثالية تماما.
يؤسفي عزيزي الرجل أن أخبرك أن امرأتك مهما اهتمت وصرفت من وقتها وجهدها ومالها لن تصل للمثال المنشود، وذلك تماما هو المطلوب، أن تظل كل أنثى منا تسعى سعيا محموما وراء الزينة ومنتجاتها المتجددة أبدا، كي تبقى الشركات العالمية تمتص دمائنا أبدا.
بلا ريب، واجب على كل امرأة أن تحسن التزين لزوجها كزينة طبيعية دون إفراط يهلك نفسها وعمرها ويجور على علاقاتها بربها ودينها، فتهتم بالنظافة الشخصية، وتنسيق الملابس حسب طاقتها المادية، وتتعلم طرفا من طرق وضع مساحيق الوجه الحديثة.
لكن أن تنكب المرأة على الاعتناء بجسدها وعيوبه الداخلية والخارجية، وشعرها وطوله وكثافته ولونه والمستحضرات اللازمة له، وبشرتها ونضارتها الدائمة ومعالجة أي عيب ولو كان أثر الدهر “التجاعيد”، وتتعلم فن المكياج (الميكاب ارتست) وفن تنسيق الملابس (فاشونستا) …. إلخ
فهذا مما يهلك النفس ويضيع العمر والدين، وحري بكل رجل صاحب دين أن يوقف امرأته إن رأها تتيه في هاته الوديان المهلكة، وأن يقومها ويصحح تصورها ويأخذ بيديها لسواء الصراط، فكيف بصاحب الدين وهو يزج بها في مزالق الدنيا كي ترضيه -زعما-!
والحل أخي الكريم -إذا أردت العفاف-، ليس هو الاستكثار من شراء أدوات الزينة، ولا المتابعة عن طبيبات التجميل وصالوناته، ولا هلكة زوجتك ركضا وراء سراب لن تدركه، فلن يجعل شيء من هذا امرأتك كالفنانة العالمية فلانة أوفلانة -اللاتي بالضرورة لديهن بعض النقص في جوانب لا تظهر للشاشة رغم تفرغهن التام للتزين- إنما غض بصرك وعفاف قلبك.
يقول ابن الجوزي:
” يُعرِض الإنسان عن زوجته ويؤثر عليها الأجنبية ، وقد تكون الزوجة أحسن ، والسبب في ذلك أن عيوب الأجنبية لم تَبِن له ، وقد تكشفها المخالطة ، ولهذا إذا خالط هذه المحبوبة الجديدة ، وكشفت له المخالطة ما كان مستورا ملَّ وطلب أخرى إلى ما لا نهاية له ” .
هذا الحديث لمن تتوفر لديه سعة من مال فينفق على زوجته وزينتها، أما من لا يملك أو لا يحب أن يدفع ماله في هذه الأمور، ثم لا ينفك يقارن امرأته بالفنانات فلا نملك له إلا الدعاء بالشفاء.