شعر: رافع آدم الهاشميّ
ما عُدّتُ أَدعو اللهَ غَيرَ موتَتي … إِذ قَد فَقَدتُ في العَذابِ حيلَتي
جُلُّ الأُناسِ بَينَ لَهوٍ عابثٍ … وَ الظُلمُ عَنِّي قَد أَزالَ سَلوتي
ماذا أَقولُ وَ الدِّماءُ قَد غَدَتْ … بَحرَاً تَجارَى في فُؤادِ لَوعَتي!
كَمْ كُنتُ أَدعو اللهَ فيما قَد مَضى … أَنْ تَستَزيدَ الْقُربَ مِنهُ خِلَّتي
حينَ استجابَ لي وجدّتُ إِنَّني … في قَعرِ سِجنٍ تَعتَليني حَيرَتي!
ماذا جَنيتُ كَي أَعيشَ في لَظىً … تَحتَ الثرى وَ السَوطُ صَوتُ صَرخَتي؟!
هَلْ أَنَّ عَدلَ اللهِ كانَ قَد بَدَا … في أَنْ أَكونَ ذا غَريبَ مِلَّتي؟!
أَمْ أَنَّ هذا العَدلُ كانَ قَد مَحَا … حينَ استجابَ لي جَميعَ فَرحَتي؟!
أَمْ أَنَّ قُربَ اللهِ نارٌ تَصطلي … قَد أَحرقَتني حينَ زادَتْ تقوَتي؟!
ها قَد غَدوتُ في التُّقى نوراً بَدا … ناراً تَزيدُ في جِراحِ شِقوتي!
قَد صَيَّرَتني في العَذابِ صَاغِرَاً … أَبكي بدَمعٍ تَشتَكيهِ شَكوَتي!
يا خالِقي يا مَنْ عَشِقتُ صادِقَاً … هَلْ أَنَّ عِشقي فيكَ كانَ قَتلَتي؟!
مُذ قَد غَدوتَ لي حَبيبَاً دائِمَاً … وَ القَلبُ حَلَّتْ فيهِ قَسرَاً حَسرَتي!
أَنتَ العَليمُ يا إِلهي أَنَّني … في الليلِ تَبكي باحتراقٍ سُجدَتي
أَرجو النجاةَ مِن عَذابٍ غائرٍ … مثلَ الْحِرابِ في الْحَشا وَ غَلَّتي
عَجِّل بنجعٍ يَحتويني مُسرِعَاً … فالآهُ منِّي قَد أَبادَتْ شُعلَتي!
إِنِّي عَكِفتُ الآنَ طَوعَاً مُكرَهَاً … بَينَ اعتِكافٍ يَستَجيرُ غوثتي
لا أَرتَجي شيئاً سوى منكَ اللُّقا … يا خالِقي رُحماكَ اِرحَمْ لَهفَتي!
مِنْ أَجلِ هذا قُلتُ جَهرَاً صادِحَاً … ما عُدّتُ أَدعو اللهَ غَيرَ موتَتي.