من خطبة إمام جاهل

93373812 4111647922211151 3370400157320347648 o 1 1 1 1

بقلم/ الدكتور ظريف حسين رئيس قسم الفلسفة بأداب الزقازيق
حدث يوما أن وقف أحد أئمة السلفية علي منبره صائحا:”علي جثتي أن تعود مصر دولةً مدنية”،و ما كان يدرك أنه-و قد أطلق هذا الإنذار مهددا-قد تجاهل أمر الله نصا:”و جادلهم بالتي هي أحسن”-و هي الطريقة التي وصفها الله للتحاور بين المؤمنين و أشد الناس مخالفة لهم في العقائد-فكيف يمكن قبول إصرار هذا الواعظ السلَفي علي استبعاد آراء مخالفيه و مشاركاتهم في صياغة قوانين الدولة؟!
و الأخطر من ذلك استبعادهم لزملائهم حتي من أصحاب الدعوات السلفية و كل الجماعات الأخري المنبثقة عنهم و أهمها “جماعة الإخوان” الذين يدعون أنهم وحدهم الإسلاميون حقا؛ وذلك بأنهم وحدهم أولياء الله من دون المؤمنين،فضلا عن غير هؤلاء؟!
و مع ذلك نجدهم في كل مؤلفاتهم يكيلون اللوم لمن سبقوهم من أهل العقائد الأخري الذين ادعوا امتيازهم الأبدي علي بقية الشعوب زاعمين أنهم الشعب المختار!
و بذلك يقع السلفيون و ورثتهم الإخوانيون و الداعشيون في أشد التناقضات تماما كالشيعة الذين يروجون لعقائد سياسية تجعل الولاية للفقيه الشيعي فقط،و أن آيات الله الروحيين هم أيضا آياته السياسيون،و أنهم بذلك لهم الزعامة علي من عاداهم.
واضح أن هذا النوع من التخليط بين العقائد الدينية و الآراء السياسية هو من اختلاق هؤلاء و أولئك الذين يريدون دائما توظيف الدين لمصلحتهم،و كأن الله يعمل فقط من أجلهم!