بقلم/ د محمد عطا عمر
نذكر هذا الموقف أرسل سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه سبعة رجال لاستكشاف أخبار الفرس، وأمرهم أن يأسروا رجل من الفرس إن استطاعوا !! فبمجرد خروج السبعة رجال تفاجئوا بجيش الفرس أمامهم.. وكانوا يظنون أنه بعيد عنهم.. فقالوا نعود، إلا رجل منهم رفض العودة إلا بعد أن يتم المهمة التي كلّفه بها سعد !! وبالفعل عاد الستة رجال إلى جيش المسلمين.. واتجه بطلنا ليقتحم جيش الفُرس وحده !! التف بطلنا حول الجيش وتخير الأماكن التي فيها مستنقعات مياه وبدأ يمر منها حتى تجاوز مقدمة الجيش الفارسي المكونة من 40 ألف مقاتل !! ثم تجاوز قلب الجيش حتى وصل إلى خيمة بيضاء كبيره أمامها خيل من أفضل الخيول فعلم أن هذه خيمة رستم قائد الفرس !! فانتظر في مكانه حتى الليل، وعندما جنّ الليل ذهب إلى الخيمة، وضرب بسيفه حبال الخيمة، فوقعت على رستم ومن معه بداخلها، ثم قطع رباط الخيل وأخذ الخيل معه وجرى، وكان يقصد من ذلك أن يهين الفرس، ويلقي الرعب في قلوبهم !! وعندما هرب بالخيل تبعه الفرسان .. فكان كلما اقتربوا منه أسرع .. وكلما ابتعد عنهم تباطىء حتى يلحقوا به لأنه يريد أن يستدرج أحدهم ويذهب به إلى سعد كما أمره !! فلم يستطع اللحاق به إلا ثلاثة فرسان .. فقتل اثنان منهم وأسر الثالث !! كل هذه فعله وحده !! فأمسك بالأسير ووضع الرمح في ظهره وجعله يجري أمامه حتى وصل به إلى معسكر المسلمين.. وأدخله على سعد بن أبي وقاص .. فقال الفارسي: أمّني على دمي وأصدُقك القول. فقال له سعد: الأمان لك ونحن قوم صدق ولكن بشرط ألا تكذب علينا، ثم قال سعد: أخبرنا عن جيشك. فقال الفارسي في ذهول قبل أن أخبركم عن جيشي أخبركم عن رجلكم !! فقال: إن هذا الرجل ما رأينا مثله قط؛ لقد دخلت حروبا منذ نعومة أظافري، رجل تجاوز معسكرين لا يتجاوزهما جيوش، ثم قطع خيمة القائد وأخذ فرسه، وتبعه ثلاثة فرسان من أقوى الرجال عندنا، قتل الأول ونعدله عندنا بألف فارس، وقتل الثاني ونعدله بألف، والاثنان أبناء عمي؛ فتابعته وأنا في صدري الثأر للاثنين اللذين قتلا، ولا أعلم أحدا في فارس في قوتي، فرأيتُ الموت فاستأسرت (أي طلبت الأسر)، فإن كان من عندَكم مثله فلا هزيمة لكم !! ) ثم أسلم ذلك الفارسي بعد ذلك… أتعلمون من هذا البطل الذي أذهل الفرس واخترق جيوشهم وأهان قائدهم؟! إنه : طليحة بن خويلد الأسدي تسلل وحده وسط جيوش الفرس وما أدراك ما الفرس وما قوتهم وما شراستهم في القتال, ويصمم على أخذ أسير من بينهم كما قال له قائده سعد, ويضرب الخيل ويتبعه الثلاثة وكان قوتهم بثلاثة آلاف فارس فيقتل اثنان ويأسر الثالث ويذهب به إلى سعد كما طلب منه,, أي قوة هذه,,!! أي شجاعة تلك,,!! أي بطولة كنا نحن,,!! نعم هكذا كنا,,!!