• المظفر سيف الدين حاجي •

94691062 1116514722019522 6059933159389134848 n 4

بقلم/أحمد الطحاوي

هو سيف الدين حاجي المعروف بأمير حاج ابن السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون وهو السلطان الثامن عشر من ملوك المماليك بالديار المصرية والسادس من أولاد الملك الناصر محمد بن قلاوون جلس على سرير الملك بعد خلع أخيه الملك الكامل شعبان والقبض عليه في يوم الإثنين مستهل جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وسبعمائة وكان سجنه أخوه الملك الكامل شعبان كما تقدم ذكره فلما آنهزم الملك الكامل من الأمراء بقبة النصر ساق في أربعة من مماليكه إلى باب السر من القلعة فوجده مغلقاً والمماليك بأعلاه فتلطف بهم حتى فتحوه له ودخل إلى القلعة لقتل أخويه حاجي هذا ومعه حسين لأنهما كانا حبسا معاً فلم يفتح له الخدام الباب فمضى إلى أمه فاختفى عندها وصعد الأمراء في أثره إلى القلعة بعد أن قبضوا على الأمير أرغون العلائي وعلى الطواشي جوهر السحرتي اللالا وأسندمر الكاملي وقطلوبغا الكركي وجماعة أخر ودخل بزلار وصمغار راكبين إلى باب الستارة وطلبا أمير حاج المذكور فأدخلهما الخدام إلى الدهيشة حتى أخرجوه وأخاه من سجنهما وخاطبا أمير حاج في الوقت بالملك المظفر ثم دخل إليه الأمير أرغون شاه وقبل له الأرض وقال له: بسم الله اخرج أنت سلطاننا وسار به وبأخيه حسين إلى الرحبة وأجلسوه على باب الستارة. ثم طلب شعبان حتى وجدوه بين الأزيار وحبسوه حيث كان أخواه وطلبوا الخليفة والقضاة وخلعوا على حاجي الخلعة الخليفتي وركب من باب الستارة بأبهة السلطنة وشعار الملك إلى الإيوان وجلس على تخت الملك وحمل المماليك أخاه أمير حسين على أكتافهم إلى الإيوان. ولقب بالملك المظفر وقبل الأمراء الأرض بين يديه وحلف لهم أولاً أنه لا يؤذي أحداً منهم ثم حلفوا له على طاعته وركب الأمير بيغرا البريد وخرج إلى الشام ليبشر الأمير يلبغا اليحياوي نائب الشام ويحلفه ويحلف أيضاً أمراء الشام للملك المظفر. ثم كتب إلى ولاة الأعمال بإعفاء النواحي من المغارم ورماية الشعير والبرسيم. ثم حمل الأمير أرغون العلائي إلى الإسكندرية. وفي يوم الأربعاء ثالثه قتل الملك الكامل شعبان وقبض على الشيخ في الدوادار وعلى عشرة من الخدام الكاملية وسلموا إلى شاد الدواوين وسلم أيضاً جوهر السحرتي وقطلوبغا الكركي وألزموا بحمل الأموال التي أخذوها من الناس فعذبوا بأنواع العذاب ووقعت الحوطة على موجودهم ثم قبض على الأمير تمر الموساوي وأخرج إلى الشام وأمر بأم الملك الكامل وزوجاته فأنزلن من القلعة إلى القاهرة وعرضت جواري دار السلطان فبلغت عدتهن خمسمائة جارية ففرقن على الأمراء. وأحيط بموجود حظية الملك الكامل التي كانت أولاً حظية أخيه الملك الصالح إسماعيل المدعوة اتفاق وأنزلت من القلعة وكانت جارية سوداء حالكة السواد اشترتها ضامنة المغاني بدون الأربعمائة درهم من ضامنة المغاني بمدينة بلبيس وعلمتها الضرب بالعود على الأستاذ عبد علي العواد فمهرت فيه وكانت حسنة الصوت جيدة الغناء فقدمتها لبيت السلطان فاشتهرت فيه حتى شغف بها الملك الصالح إسماعيل فإنه كان يهوى الجواري السود وتزوج بها ثم لما تسلطن أخوه الملك الكامل شعبان باتت عنده من ليلته لما كان في نفسه منها أيام أخيه ونالت عندهما من الحظ والسعادة ما لا عرف في زمانها لامرأة غيرها حتى إن الكامل عمل لها دائر بيت طوله آثنتان وأربعون ذراعاً وعرضه ست أذرع دخل فيه خمسة وتسعون ألف دينار مصرية وذلك خارج عن البشخاناه والمخاد والمساند وكان لها أربعون بذلة ثياب مرصعة بالجواهر وستة عشر مقعد زركش وثمانون مقنعة فيها ما قيمته عشرون ألف درهم وأشياء غير ذلك استولوا على الجميع ثم آسترجع السلطان جميع الأملاك التي أخذتها حريم الكامل لأربابها ثم نودي بالقاهرة ومصر برفع الظلامات ومنع أرباب الملاعيب جميعهم. وخلع السلطان على علم الدين عبد الله بن زبنور بآنتقاله من وظيفة نظر الدولة إلى نظر الخاص عوضاً عن فخر الدين بن السعيد وفيه قبض على ابن السعيد وفيه خلع على موفق الدين عبد الله بن إبراهيم بآستقراره ناظر الدولة عوضاً عن ابن زبنور وخلع على سعد الدين حربا وآستقر في استيفاء الدولة عوضاً عن ابن الريشة.