بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى ..
مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
نزل الإمام أحمد إلى سوق بغداد فاشترى حزمة من الحطب وجعلها على كتفه،
فلما عرفه الناس ترك أهل المتاجر متاجرهم وأهل الدكاكين دكاكينهم؛
وتوقف المارة في طرقهم يسلمون عليه ويقولون:
نحمل عنك الحطب.
فهز يده واحمر وجهه ودمعت عيناه وقال:
نحن قوم مساكين لولا ستر الله لافتضحنا!”.
[حليةالأولياء ٩/ ١٨١]
أين أهل التواضع والبساطة .. أين أهل الصدق والبعد عن البهرجة ..
أين أهل الصفاء وترك التصنع والكلفة ..
أين أهل الأخلاق المنشودة والآثار المحمودة ..
أين أهل العلم والعمل ..
أين المعظّمون للعلم والعلماء .. المحبّون للفقهاء ..
أين هذا الزمان؟ هل ولّى بالكلية؟ أمَا عاد له بقية؟
فيااااارب
استُرنا ولا تفضحنا .. وأَعِزَّنا ولا تُذلَّنا .. وارض عنا ولا تسخط علينا .. وأغثنا ولا تَكِلنا إلى أنفسِنا.
ويااااارب؛
كما سترتَنا أدم سترك علينا .. واجعل همَّنا همًّا واحدًا هو همُّ الآخرة .. واجعل قلوبَنا وعقولَنا متَّبعةً لأنوار الوحي واجعل مِن وراء ذلك جوارحَنا .. واجعلنا من الفتن والبلاء سالمين .. ومن الخير والرحمات غانمين .. وارزقنا صفاءً ونقاءً ومعهما اليقين.
ويااااارب؛
إن لم ترحمْنا هلكْنا .. وإن لم تَهدنا ضللْنا .. وإن لم تُعِنَّا فشلْنا وإن لم تُدركْنا انقطعْنا .. وإن لم تَرض عنا شقِينا؛ فلا تتركنا.
اللهم شيئًا كعلم وتواضع ورقّة ابن حنبل .. وأدب أهل زمانه.
وصل اللهم على سيدنا محمد