“آباء وقتلة”.. حكاية تعذيب الطفلة “مريم” حتى الموت

received 295893511852439

كتبت / إكرام بركات..

لم تهنأ “مريم” بطفولة سعيدة، فقدرها السيئ اوقعها تحت براثن أب وأم قلوبهم أشد قسوة من الحجارة، حولا حياتها لجحيم في سيناريو يومي من الضرب المبرح تكررت احداثة طيلة 10 سنوات، على يد “الأم”، وبمرور الوقت وتكرار الأمر، امتد العقاب من قبل “الأب” أيضا، فكان ينهال بالضرب على الطفلة الصغيرة غير عابئ بصرخاتها، بحجه تقويم سلوكها وتهذيبها، إلا أن ثمة جديدًا طرأ على السيناريو المعتاد مساء ذلك اليوم المشؤوم، إذ انتهي مسلسل العنف المفرط على الصغيرة بموتها، عقب تعديهما عليها وتقيديها وتعذيبها حتى ساءت حالتها ولفظت أنفاسها الأخيرة.
جلس الأب بجوار جثتها للحظات معدودة ظن خلالها أن “مريم” تحاول مراوغته حتى تلتقط أنفاسها، لكن سرعان ما اكتشف الطامة الكبرى بوفاة الطفلة.
جلس الزوجان يبحثان السبيل للخلاص من الأزمة التي ألمت بهما، فأشارت الأم على زوجها بنقل “مريم” إلى المستشفي واستصدار تصريح بالدفن وكأن الأمر “قضاء وقدر”، لكن الطبيب المعالج لاحظ بالكشف الطبي وجود آثار كدمات وتعذيب بأماكن متفرقة بالجسم، ولدى سؤال الزوجين عن السبب “كانت بتلعب ووقعت من السلم”، لم يتردد الطبيب في إبلاغ نقطة الشرطة المُلحقة بالمستشفى، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث تكشف عنها العديد من المفاجآت.
احداث الواقعة كشفتها اشارة وردت للرائد معتصم رزق رئيس مباحث مركز شرطة كرداسة بمديرية أمن الجيزة؛ من مستشفى أبو الريش مفاداه استقبال طفلة تدعي “مريم” 10 سنوات؛ تعاني من توقف عضلة القلب وبع اثار كدمات وسحجات متفرقة بالجسد ولدي محاولة إنقاذها بوضعها على جهاز التنفس مع محاولة إنعاش القلب إلا انها لفظت أنفاسها الأخيرة ومقيمة بدائرة المركز.
وبالانتقال والفحص تبين ان والدة الطفلة تدعى “هدير” ووالدها يدعى “محمد” كهربائي، وبسؤالهما أقرا بسقوط الطفلة من على السلم أثناء لهوها؛ وبعمل التحريات التي كذبت رواية الوالدين وبتضيق الخناق عليهما اعترفا بتعديهما على الطفلة وتقيديها وتعذيبها حتى ساءت حالتها لتقويم سلوكها وتهذيبها؛ وعند محاولتهما إنقاذها والذهاب إلى المستشفي ولكن لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بإصابتها؛ وأقر المتهمين بأنهما لم يكونا يرغبان في قتل الطفلة ولكن أرادوا تهذيبها فقط.
وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات وأخطر اللواء طارق مرزوق مساعد الوزير مدير أمن الجيزة.