بقلم الشاعرة اللبنانية / سامية خليفة
متابعة / سامح الخطيب
بعيدًا بعيدًا بينَ ذراعَيِ السَّماءِ أنظرُ إلى القاعِ السُّفلي بعينينِ ساخرتينِ اعشوشبتْ فيهما الحشائشُ. جفنانِ ينغلقانِ كبابينِ أعلنا أنَّ لا جدوى منْ أيِّ انتظارٍ . الوهمُ يسكنُ الأرضَ أمّا هنا فلا ضجيجَ للموتِ لا بهرجةَ للحياةِ كلاهُما متساويانِ، هنا لا صحارى لا سهول هنا أقفلتِ الرِّياحُ حنجرتَها ،الغيومُ أمواجٌ فإنْ كانَ الغرقُ وشيكا مددْتُ يديَّ للقمرِ هو وحده الذي يدركُ أنَّ في تلويحةِ اليد إنذارًا لخطرٍ وأنَّها ليستْ تلويحةُ سلامٍ كما ظنَّها البشرُ. ينقطعُ شرياني المتَّصل بالأرضِ وما عليها أكتشفُ ذاتي الحرَّةَ أكتشفُ أنَّ المسكنَ الذي بنيتُه منْ إشعاعاتِ الشَّمسِ هو الملجأُ وأنَّهُ لم يكنْ خطًأ تمرُّدي على المكانِ والزَّمانِ وأنَّ الاعتكافَ بِلا أجنحةٍ هزيمةٌ وأنَّ اقتناءَ ساعةَ يدٍ هروبٌ ،الزَّمنُ فضاؤهُ لا يُحدُّ والمكانُ كذبةٌ لا زوايا لها .