أسرئيل تنهار خوفا من انتقال أحداث الفوضى التي شهدها الكونغرس الأمريكي إلى مناطق الاحتلال الإسرائيلي.

137200123 1313144375713999 5370946918752537415 n

فلسطين_متابعة: ماهر قاسم محمود

قام خبير عسكري إسرائيلي بالتحذير من انتقال أحداث الفوضى التي شهدها مبنى الكونغرس الأمريكي قبل أيام إلى مناطق الاحتلال الإسرائيلي.

وفي مقال بصحيفة “معاريف” ترجمته “عربي21″، ذكر الكاتب ألون بن دافيد، إن “الأحداث الأمريكية الأخيرة أعادت إلى أذهان الإسرائيليين اغتيال اسحق رابين،

حينها لم تكن هناك حاجة للقراءة بين سطور الكتابة عما سيشهده الإسرائيليون مستقبلا”.

وذكر بن دافيد، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية، أن “دونالد ترامب قدم دعمه غير المشروط لإسرائيل، خاصة موقفه تجاه إيران، والتطبيع الذي جلبه لنا،

وأدى لتغيير وجه الشرق الأوسط لسنوات عديدة قادمة، وزاد من مكانة إسرائيل الإقليمية والعالمية، وحتى هذا الأسبوع كان مرشحًا جيدًا لجائزة نوبل للسلام”.

وأفاد إلى أن “ما فعله ترامب في الأشهر الماضية مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، لم يعرف أي رئيس قبله كيف يفعله، لكنه الآن، وبعد الأحداث الأخيرة، بات بحاجة إلى طرده من البيت الأبيض وسط عار يجلله، لأن تعهده بنقل منظم للسلطة في 20 يناير إلى الرئيس الفائز جو بايدن تعترضه أحداث الأيام الأخيرة، ولذلك سيكون من المشكوك فيه أن يتمكن من التقاعد بسلام إلى ملعب الغولف في فلوريدا”

وقال أن “إسرائيل تعتقد أن التصدع الذي أصاب المجتمع الأمريكي اليوم، وهدد حرفيا بتقسيمه، هو تحدي من الدرجة الأولى للرئيس المنتخب جو بايدن، فقد انفتح الصدع في أيام الرئيس باراك أوباما، ونما في عصر ترامب، وإذا حاول بايدن مواصلة طريق أوباما، فقد يشعل النار من جديد”.

وأوضح أن “العديد من الإسرائيليين، الذين شاهدوا الصور القادمة من واشنطن بدهشة وذهول، طرحوا السؤال المحرج والمخيف حول ما إذا كان هذا يمكن أن يحدث لهم أيضًا داخل إسرائيل، مع أن الجواب السهل هو نعم، لأن إسرائيل ذاتها تشهد شقاقا اجتماعيا عميقا، وجمر الكراهية أشعلها لعدة سنوات، وأسفر عن تآكل مستمر لمؤسسات الدولة والمحكمة العليا، مما سيساعد في إشعال هذه الكومة النارية بأكملها”.انقلاب على الديمقراطيةأفاد تقدير إسرائيلي، بأن الأحزاب السياسية تخلّت عن ديمقراطيتها الداخلية،

وباتت تعمل لصالح أفراد معينين قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة.وقالت الكاتبة الإسرائيلية تال شاليف في تقرير على موقع ويللا الإخباري، وترجمته “عربي21” إن “بدء العد التنازلي للانتخابات دفع الأحزاب المنخرطة فيها إلى تفضيل التخلي عن الانتخابات التمهيدية، لكن اللافت فيها أن قادتها السياسيين تحولوا للعمل انطلاقا من مشاريع فردية، وباتوا يجدون صعوبة في التنقل بين مساراتها السياسية، وصولا إلى التكيف مع حالة “الأنا العملاقة” التي تتملكهم”.وأضافت أنه “خلال أقل من شهر على إغلاق القوائم الانتخابية، تختفي المظاهر الحزبية في إسرائيل، وتتفوق عليها شخصيات الحاخامات والقادة، وهم يتفوقون على المؤسسات الحقيقية والأعضاء الحزبيين، حتى إن الليكود، الذي يتباهى دائما بأنه “الحزب الديمقراطي الحقيقي الوحيد” في إسرائيل،

تخلى عن إجراء الانتخابات التمهيدية بناء على مقترح نتنياهو”.وأشارت إلى أن “هذا الإجراء يعني أن الليكود يدوس على دستوره الذي ينص على وجوب إجراء الانتخابات التمهيدية قبل كل حملة انتخابية، وهذه المرة الثالثة التي يتم فيها الدوس عليها، انطلاقا من رغبة نتنياهو بالحفاظ على ولاء أعضاء حزبه، وخوفه من منافسه الأبدي غدعون ساعر، ومع اقتراب أيام إغلاق القوائم في 4 فبراير، تتضاءل الفرصة العملية لإلغاء قرار عدم إجراء الانتخابات التمهيدية”. وأوضحت أن “التخلي عن الديمقراطية وصل أيضاً إلى حزب العمل، فبعد أن قرر رئيسه عمير بيرتس عدم الترشح للبقاء في ذات المنصب، لكنه حاول في الأسابيع الأخيرة حشد كل النجوم في يسار الوسط ليرث مكانه في عملية انتخابية سريعة وسريعة، مع تأمين الدعم للسباق الرئاسي المقبل، فيما أعلنت ميراف ميخائيلي ترشحها لقيادة الحزب، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان إيتسيك شمولي سيواجهها في هذا السباق”.وتابعت بأن “جائحة كورونا وما تخللها من إغلاقات متتالية، منحا العذر النهائي لتعليق الديمقراطيات الداخلية، بسبب القيود المفروضة وحظر التجمعات، والبقاء في المنازل، ما يجعل من المستحيل وجود حملة انتخابية حقيقية، كما أن التكاليف غير الضرورية للأحزاب رفعت ثمن الظهور في أوقات الأزمات الاقتصادية، وهذا الواقع لا يوفر أي مبرر حقيقي للخلافات الإسرائيلية”.وأكدت أن “العقد الماضي لم يشهد تبني أي حزب إسرائيلي لديمقراطية داخلية، وبدلاً من ذلك تبنى قادتها طريقة جديدة لتشكيل الأحزاب كنوع من الشركات الخاصة، وفي هذه الحالة فإن لدينا قائمة طويلة ومفصلة من المشاريع الشخصية في إسرائيل، تبدأ مع أفيغدور ليبرمان ويائير لبيد وموشيه كحلون وتسيبي ليفني وموشيه يعلون وبيني غانتس وإيهود باراك ونفتالي بينيت وآيليت شاكيد، وجميعهم صعدوا، ثم سقطوا على طول الطريق”. وأكدت أن “لدينا اليوم في الانتخابات الحالية ما لا يقل عن سبعة أحزاب إسرائيلية فقط تتنافس على أصوات يسار الوسط وحده، إضافة إلى حزبي ميرتس والعمل، ومنذ وقت ليس ببعيد حلم اليسار بإجراء انتخابات تمهيدية مفتوحة، تحدد من يجب أن يتحدى نتنياهو، لكن نموذج الشركات الخاصة انتصر في النهاية، وفي الأسابيع المقبلة بدلاً من إجراء الانتخابات التمهيدية والآليات الحزبية، ستحدد استطلاعات الرأي قوتها وتأثيرها”.وختمت بالقول إن “التطورات الحزبية في إسرائيل أوجدت حالة من التصدع بين أقطابها، تصل حد التهديد بالدخول إلى مواجهة مفتوحة بينها، بسبب حالة الغطرسة المتزايدة، وادعاءات التباهي التي لا تتوقف، ومزاعم كل حزب وقائد بحيازته الحصرية للعلاج الخاص بجميع مشاكل إسرائيل، وبدلاً من إجراء المراسيم الديمقراطية في الأحزاب الإسرائيلية، فسوف تبدو الانتخابات الإسرائيلية وكأنها حفلة للمصابين بجنون العظمة”.