أسرة من رفح تتطوع لطهي الطعام للفقراء طوال شهر رمضان

94209751 1108449766183462 5091317205488893952 n

فلسطين_تقرير: ماهر قاسم محمود

يتولى عمر أبو حسين وزوجته عليا طهي وجبات مختلفة من الطعام تطوعًا لتوزيعها على فقراء بمحافظة رفح جنوبي قطاع غزة؛ بتبرع وإشراف من فاعلي خير.

ويقضي أبو حسين وزوجته (48 عامًا) مع أبنائهما الثمانية، أكبرهم عوض (27 عامًا)، وأصغرهم محمد (10 أعوام)، يوميات الشهر الفضيل، بين 10 قدور تتسع لإطعام نحو 1000 أسرة فقيرة في أرجاء المحافظة يوميًا.

ويبدأ الزوجين طقوس العمل داخل “التكية”، التي تحمل اسم “مطبخ إغاثة فقراء غزة”، من الساعة السابعة صباحًا حتى الثانية مساءً، لطهي وجبة مختلفة كل يوم، مثل: البازيلاء، الباميا، الفاصولياء، الكفتة، الأرز باللحم، وغيرها.

وتتقاسم الأسرة العمل في حي السلام شرقي رفح، مرتديةً وسائل الوقاية من عدوى كورونا؛ فتجد الصغار من الذكور يعملون في تقشير البطاطس والخضروات الأخرى وتقطيعها حسب كل وجبة، وتنظيف المكان، وإحضار المياه، أما الفتيات فيُحضّرن مع والدتهن البهارات والتوابل الخاصة بكل وجبة؛ فيما يتابع الوالد عملية الطهي وتعاونه زوجته في بعض المهمات للتأكد من نضوج الطعام.

ورغم مشقة العمل، نظرًا لكمية الطعام الكبيرة التي يتم طهيها يوميًا، تبدو الأسرة سعيدة في المهمة الموكلة إليها من الجهات التي تتولى إدارة وتمويل التكية الرمضانية.

ويقول “عمر” رب الأسرة إنه لا يتلقى مقابلًا ماديًا لقاء عمل أسرته، وإنّ قبل فيكون على شكل هدية رمزية نهاية الشهر الفضل.

ويضيف “نعمل لوجه الله تعالى لإطعام الفقراء، خاصة المتضررين من فيروس كورونا، طيلة أيام شهر الخير، بمعاونة زوجتي وأبنائي، كما يساعدني أحيانًا بعض الجيران، فلا أمانع من ذلك، وأكون سعيد بالتفافهم حولي ودعمهم لي”.

ويتابع “نقوم بطهي وجبات الإفطار الساخنة، بدرجة عالية من النظافة، للحفاظ على الصحة العامة، وتقديم أفضل طعام للفقراء، لأن هذا العمل خيري، ويصل لأسر ربما تشتهي بعض الأكلات ولا تقدر في رمضان أو غيره أن توفرها لأطفالها؛ بفعل الظروف الصعبة؛ كالفتة باللحمة، ووجبات الأرز بأنواعه، والفاصولياء، وأصناف كثيرة”.

أما “عوض” الابن الأكبر، فيشارك والديه في معظم الأعمال، ويقول: “أساعدهم في هذا العمل الخيري والإنساني، في شهر رمضان، في ظل ارتفاع نسبة الفقراء والمحتاجين؛ بغية إسعادهم وإدخال الفرحة لبيوتهم”.

بدوره، يقول خالد شيخ العيد أحد مشرفي فريق إغاثة فقراء غزة التي تتولى إدارة “التكية” إن العمل بدأ قبل ثلاث سنوات بعدد قليل من الفقراء، حتى وصل رمضان الحالي لنحو 10 قدور كبيرة يتسع الواحد لإطعام نحو 100 أسرة، بمعدّل 1000 يوميًا.

ويضيف شيخ العيد لوكالة “صفا”، “نعمل خدمًا لشعبنا، خاصة في هذه الأيام التي تفشى فيها كورونا، وزادت حاجة الناس؛ نعمل سويًا حتى نتجاوز المحنة والضائقة التي تمر بها غزة، وتسببت بتعطل مصالح كثير من الناس، ودخلوا على خط الفقر والحاجة”.

ويتركز عمل التكية على طهي الطعام وتجهيزه في مكانٍ واحد، ثم نقله وتوزيعه على الأحياء، عبر مركبات خاصة، ويوضع كل قدر (يُطعم 100 أسرة) لدى شخص محدد بالحي المستهدف، ويتكفل بتوزيعه على كشفٍ محدد من الأسماء.

ويشهد قطاع غزة منذ أعوام، خاصة في رفح، زيادة ملحوظة في عدد التكيات الخيرية؛ بعضها يعمل موسميًا في رمضان وأخرى طول العام.