فلسطين: ماهر قاسم محمود
أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات، أن 22 أسيراً داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، يعانون من مرض السرطان القاتل بمختلف أنواعه، دون أن تقدم لهم إدارة السجون علاجاً مناسباً لحالتهم الصحية، سوى المسكنات، الأمر الذي يشكل خطورة حقيقية على حياتهم، ويعرضهم للموت في أي لحظة.
وأوضح الناطق الإعلامي للمركز رياض الأشقر في تقرير بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان، الذي يصادف الرابع من شباط/ فبراير كل عام، بأن الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال حياتهم مهددة بالخطر، نظراً لأوضاعهم الصحية الصعبة وعدم تلقيهم العلاج المناسب لحالتهم المرضية، حيث يقدم لهم الاحتلال ما يبقيهم أحياء فقط ، كي لا يتحمل مسؤولية وفاتهم داخل السجون.
وأشار الأشقر إلى أن مرض السرطان يعتبر السبب الأول في استشهاد الأسرى داخل السجون الذين ارتقوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد حيث استشهد أسيرين العام الماضي بعد معاناتهم من مرض السرطان وهما: الشهيد بسام أمين السايح من نابلس، والأسير سامى أبو دياك من مدينة جنين، وقد رفض الاحتلال إطلاق سراحهما لخطورة حالتهما المرضية.
وقال: إن الأسرى المصابين بالسرطان يعانون بشكل مضاعف، ويعيشون ما بين سندان الأسر وظروفه القاسية وانتهاكات الاحتلال وحرمانهم من كافة حقوقهم، وما بين مطرقة مرض السرطان الخطير الذي لا يوجد له دواء شافياً في ظل استهتار الاحتلال بحياة الأسرى وعدم تقديم العلاج اللازم لهم.
وقال الأشقر: إن الظروف القاسية داخل سجون الاحتلال تعتبر ارضية خصبة لإصابة الأسرى بالأمراض بما فيها الخطيرة، وما بين الحين والاخر يتم اكتشاف اصابة احد الأسرى بمرض السرطان، كان اخرهم الأسير المسن موفق نايف عروق (77 عاماً) من مدينة الناصرة داخل الأراضي المحتلة عام 48، والذي تبين بأنه يعانى من مرض السّرطان في الكبد والمعدة، ونقل الى مستشفى (برزلاي) الإسرائيلي عدة مرات إثر تدهور ملحوظ على حالته الصحية، وهو معتقل منذ 17 عاماً، ومحكوم بالسجن لمدة 30 عاماً، ورفض الاحتلال إطلاق سراحه بشكل استثنائي.
وكذلك تبين مؤخراً إصابة أكبر الأسرى سناً، فؤاد حجازي الشوبكي (81 عاماً) بمرض سرطان “البروتستاتا” وتم نقله الى المستشفى لتلقي العلاج اكثر من مرة دون فائدة، وحالته الصحية تتراجع بشكل مستمر، ورفض الاحتلال العشرات من المناشدات التي صدرت عبر جهات مختلفة لإنهاء معاناته، حيث امضى 13 عاماً من حكمه البالغ 17 عاماً.
وبين الأشقر بأنه نتيجة عدم توفر علاج مناسب للأسرى المصابين بالسرطان فان أوضاعهم الصحية تتراجع بشكل مستمر، ومنهم الأسير ياسر ربايعة (44 عاماً) من محافظة بيت لحم، والمعتقل منذ عام 2001، ومحكوم بالسجن المؤبد، ويعانى من سرطان الأمعاء، وحالته الصحية في تراجع، وتماطل ادارة السجون في إجراء عملية جراحية له لاستئصال الورم.
كذلك تراجعت صحه الأسير كمال أبو وعر (46 عامًا) من مدينة جنين، و المعتقل منذ العام 2003، ومحكوم بالسجن المؤبد، و يعاني من مرض السرطان في الحلق والأوتار الصوتية وبدء يعانى من تكسّر في صفائح الدم، وحالته الصحية تتدهور بشكل ملحوظ، وقد يفقد صوته في وقت قريب.
وتعتبر حالة الأسير أبو وعر من الحالات الخطيرة في سجون الاحتلال، ويتلقى جلسات الإشعاع في مستشفى (رمبام) بحيفا ولكن ليس بشكل منتظم.
كذلك الأسير فواز سبع بعارة، الذي تراجعت صحته رغم إجراء عملية جراحية له في مستشفى العفولة لاستئصال ورم سرطاني قرب الإذن، حيث بدء بعدها يشعر بضعف رؤية في عينه اليسرى، ولا يتلقى سوى المسكنات.
كما تراجعت صحة الأسير المصاب بالسرطان معتصم طالب رداد، من طولكرم، حيث يعاني من قصور في عمل القلب، والتهابات مزمنة بالأمعاء، ونزيف حاد ومتواصل، وآلام شديدة، ما أدى لإصابته بفقر الدم.
وحذر الأشقر من الخطورة الحقيقة على حياة هؤلاء الأسرى المصابين بالسرطان، نظراً لأوضاعهم الصحية الصعبة وعدم تلقيهم العلاج المناسب لحالتهم المرضية، الامر الذى ينعكس على من تحرر منهم حيث تلاحقهم أثاره خارج السجن وأدت في كثير من الحالات إلى استشهاد الأسري بعد التحرر كالأسير فايز زيدات، والأسير زكريا عيسى، وحسن عبد الحليم ترابي من نابلس، وغيرهم.
ودعا الأشقر كافة المعنيين بقضية الأسرى ووسائل الإعلام تسليط الضوء على معاناة الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال، والمطالبة بضرورة إطلاق سراحهم دون شرط قبل أن يلاقوا حتفهم داخل السجون نتيجة إصابتهم بهذا المرض القاتل، وخاصة في ظل استهتار سلطات الاحتلال بحياتهم.
وطالب كافة المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية، ومنظمة أطباء بلا حدود، بضرورة تشكل لجنة تحقيق لمعرفة سبب تزايد اصابة الاسرى بمرض السرطان داخل السجون، والعمل من اجل إطلاق سراحهم حيث يهددهم الموت في كل لحظة نظرا لخطورة أوضاعهم الصحية.