متابعة عائشة مكي
أعلان حالة الطوارئ الاقتصادية وتكوين قوات مشتركة لحماية الاقتصاد السوداني إثر وطأة الغرق من الفيضان
وذكرت وزيرة المالية والتخطيط الاقتصادي المكلف هبة أحمد علي: إن حالة الطوارئ الاقتصادية تشمل قوانين رادعة لحماية الاقتصاد وإعلان محاكم ونيابات للطوارئ.هذا وقد أعربت الوزيرة أن سعر الدولار بالسوق الموازي أقل ما يوصف به هوعملية تخريب ممنهجة للاقتصاد السوداني لخنق الحكومة وليس بسبب تغييرات هيكلية في الاقتصاد مؤكدة أن الحكومة لن تتوانى في ردع المتلاعبين وتأمين نجاح الخطة وحماية الاقتصاد.بينما يبلغ سعر الدولار الأمريكي 55 جنيهاً سودانياً، السعر الرسمي من بنك السودان المركزي، يتراوح سعره بين 245 جنيهاً و250 جنيهاً في السوق السوداء، وصعد مؤخراً لأكثر من 260 جنيهاً.وتمثل الفجوة في سعر الصرف بين السوق الرسمي والموازي، مشكلة رئيسية للبلاد، وفاقم ذلك خروج تحويلات العاملين في الخارج من السوق الرسمي، لتسجل نحو 150 مليون دولار في 2019، مقابل 271 مليون دولار في العام السابق، مقارنة بنحو 3.1 مليار دولار في 2008، ويعكس ذلك تفضيل التحويلات عبر القنوات غير الرسمية للاستفادة من سعر الجنيه المرتفع، ويقدر عدد السودانيين المهاجرين بنحو 6 ملايين مواطن.وكبدت الفيضانات السودان خسائر غير المسبوقة ناتجة عن ارتفاع منسوب النيلين الأزرق والأبيض لأعلى مستوى في تاريخها.. ووصفت الخبيرة المصرية في الشأن السوداني أسماء الحسيني، بخسائر ضخمة نتج عنها غرق وتدمير نحو 27 ألف منزل كلياً، وغرق وتدمير 42 ألف منزل جزئياً، مع وجود نصف مليون مواطن مشرد يحتاج إلى إغاثة عاجلة.وتقول أسماء الحسيني، إن 80% من المزارع على النيل الأزرق تضررت وهي تمثل دخلاً أساسياً لآلاف المواطنينوتلك الخسائر تمثل عبئاً إضافياً على دولة تمر بمرحلة انتقالية، بعد حكم نظام البشير المريض لمدة 30 عاماً، ترك فيها خزائن البلاد خاوية، بالإضافة إلى تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد السوداني.هذا وقد تزايدت الأزمات الإقتصادية مع انفصال جنوب السودان عام 2011، وفقدانه نحو ثلثي الإيرادات النفطية وحدوث خلل هيكلي بعدم وجود احتياطي من النقد الأجنبي، وفقاً لتصريحات سابقة لرئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك.وتضيف أسماء الحسيني: «لذلك السودان في مأزق كبير ويحتاج إلى دعم الأشقاء العرب لإعادة الإعمار، وهو دعم هام جداً حالياً لأن السودان يواجه الغرق في المياه وأوضاع أخرى معقدة».وتشير إلى أن اتفاق السلام الموقع مؤخراً يحتاج نحو 5 مليارات دولار لنجاحه لأنه يتضمن إعادة نحو 4.5 مليون نازح، وإعادة إعمار المناطق المتضررة، وتلك مشكلة أخرى تقابل السودان بالإضافة إلى استمرار العقوبات الأمريكية.