أفعال الخير فى شهر ذى الحجة⁦

116332517 2567223726921761 5233685838034257641 o

⁦⁩ بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى⁦⁩ مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف⁦⁩

لى كل من حُرِم الحج والعمرة في هذا العام، وقد كان يقوم بهما في كل عام.

ماذا فعلتَ بالمال المخصص لهما في هذا العام؟

أوَ لا أدلُّكَ على ما هو خير لك،

إذا كنتَ تبتغي وجه الله تعالى لا حظَّ نفسك؟

!افعل ما يأتي:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: «لَأَنْ أَعُولَ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ شَهْرًا أَوْ جُمُعَةً أَوْ مَا شَاءَ اللهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَجَّةٍ بَعْدَ حَجَّةٍ، وَلَطَبَقٌ بِدَانقٍ [سدس درهم] أُهْدِيهِ إِلَى أَخٍ لِي فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ دِينَارٍ أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ».

عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ [التابعي الجليل]، قَالَ: «لَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِدِرْهَمٍ عَلَى يَتِيمٍ أَوْ مِسْكِينٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَجَّةٍ بَعْدَ حَجَّةِ الْإِسْلَامِ».

عَن سَعِيد بْن المُسَيّب [سيد التابعين في زمانه] قَالَ: (لَأَنْ أُشبِع كَبِدًا جائعةً أحبْ إليَّ مِن حجة بعد حجة).

عن الحسن البصري [سيد التابعين في زمانه]، قال: (مَشْيُكَ فِي حَاجَةِ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حَجَّةٍ بعد حجة).

قَالَ أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ: إِنَّ رَجُلًا جَاءَ يُوَدِّعُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ [الزاهد الثقة الكبير]

وَقَالَ: قَدْ عَزَمْتُ عَلَى الْحَجِّ فَتَأْمُرُنِي بِشَيْءٍ؟ فَقَالَ لَهُ: كم أعددت للنفقة؟ فقال: ألفي درهم. قال بِشْر: فأيُّ شئ تبتغي بحجك؛ تَزَهُّدًا؟ أَوِ اشْتِيَاقًا إِلَى الْبَيْتِ؟ أَوِ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ؟

قَالَ: ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ. قَالَ: فَإِنْ أَصَبْتَ مَرْضَاةَ اللَّهِ تَعَالَى وَأَنْتَ فِي منزلك، وَتُنْفِقُ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ، وَتَكُونُ عَلَى يَقِينٍ مِنْ مَرْضَاةِ اللَّهِ تَعَالَى؛ أَتَفْعَلُ ذَلِكَ؟

قَالَ: نَعَمْ. قال بِشْر: اذهب فأعطها عشرةَ أَنْفُسٍ: مديون يقضي دينه. وفقير يَرُمُّ شَعَثَهُ. ومُعِيل يُغْنِي عِيَالَهُ. وَمُرَبِّي يَتِيمٍ يُفْرِحُهُ. وَإِنْ قَوِيَ قَلْبُكَ تُعْطِيهَا وَاحِدًا فَافْعَلْ؛ فَإِنَّ إِدْخَالَكَ السُّرُورَ عَلَى قلبِ المسلم، وَإِغَاثَةَ اللَّهْفَانِ، وَكَشْفَ الضُّرِّ، وَإِعَانَةَ الضَّعِيفِ، أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ حَجَّةٍ بَعْدَ حَجَّةِ الْإِسْلَامِ. قُمْ فَأَخْرِجْهَا كَمَا أَمَرْنَاكَ، وَإِلَّا فَقُلْ لَنَا مَا فِي قَلْبِكَ. فَقَالَ: يَا أبا نصر، سَفَرِي أَقْوَى فِي قَلْبِي! فَتَبَسَّمَ بِشْرٌ – رَحِمَهُ اللَّهُ -، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ، وَقَالَ لَهُ: الْمَالُ إِذَا جُمِعَ مِنْ وَسَخِ التِّجَارَاتِ وَالشُّبُهَاتِ اقْتَضَتِ النَّفْسُ أَنْ تَقْضِيَ بِهِ وَطَرًا [حاجةً وحظًّا لنفْسِه]، فَأَظْهَرَتِ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَاتِ، وَقَدْ آلَى اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يَقْبَلَ إلا عمل المتقين.