أنت كذبة!

93373812 4111647922211151 3370400157320347648 o 1 1 1 1

بقلم/ الدكتور ظريف حسين رئيس قسم الفلسفة بأداب الزقازيق..


لا يمكن للإنسان أن يحيا بغير كذب:سواء أكان مقصودا أم غير ذلك،و هناك كذب حلو و هناك أيضا كذب غير ذلك.
و أحلي أنواع الكذب هو ما يساعد المرء علي أن يتقبل حياته بشرط ألا يدمر هذه الحياة أو يمضي بها إلي عكس الاتجاه.
أما أسوأ أنواع الكذب فهو الذي يظن به المرء نفسه غير ما يري في المرآة!و ههنا يتحول الإنسان نفسه إلي أكبر كذبة و إلي أحد منابع الكذب.و هذه هي بعينها أخطر فواجع المجتمعات و منبع الخيبات…فينا و فيمن سيأتي من بعدنا فسوف يكذبون مثلنا!
فمثلا نقول نحن عن أنفسنا إننا عظماء و لسنا كذلك في الواقع.و نظل نقول و نقول و نقول…ولكن الواقع يقول و قوله الحق.و يعشق البعض تكذيب الواقع و يتوهم غيره،و لكن الحقيقة هي أن الحياة تتأرجح بين الصدق و الكذب، مستريحة بهذه الأرجحة إلي أن تسكت السكتة الأخيرة!
و عندئذ تكون أنت و حظك:فقد تسكن و أنت كاذب و قد تسكن صادقا،و النهاية لا يمكن التنبؤ بها علي وجه اليقين؛لأن الإنسان يكون حينذاك قد نزل من أرجوحته و تركت أحبالها يداه،و مع ذلك فلن تلمس الأرض قدماه!