أهم سؤال في الحياة عن الحياة!

أهم سؤال في الحياة عن الحياة!
أهم سؤال في الحياة عن الحياة!

أهم سؤال في الحياة عن الحياة!

بقلم / الدكتور ظريف حسين رئيس قسم الفلسفة بآداب الزقازيق…

السؤال الأهم في الحياة هو:


لماذا وُجدت الحياة و الكون قبلَها بدلا من عدم وجودهما؟ و لماذا نولد إذا كنا سنموت حتما؟و لماذا نتعذب بكل ألوان الألم و العوز..إلخ؟ بل،

لماذا تتعذب الكائنات الحية غير العاقلة و بالتالي غير المكلفة،و خاصة المجانين و الأطفال،بل و قبلَهم الحيوانات الدنيا بغض النظر عن مدي شعورها بالعذاب؟إن هذه الأسئلة الفلسفية عن الوجود و الحياة موازية تماما للأسئلة الدينية من قبيل:لماذا خلقنا الله ليعذبنا بالاختيار بين عقائد هو قادر علي إعفائنا من الاختيار بينها و تجميعنا علي التوحيد الكامل الخالص به؟ و لماذا يجبرنا الله علي أشياء كان يجب أن يخيرنا بينها و لماذا يخيرنا بين أشياء إما أنها فوق طاقتنا علي الاختيار أو أننا نعلم منه قدرته علي توجيهنا إلي مراداته،أي علي إعفائنا من الاختيار بينها و لكن من دون أن يخبرنا بذلك،و كأن حريتنا شكلية فقط؟!


و لكن المؤمنين ينزهون الله عن تكليفهم بما لا طاقة لهم به،و عن سلبهم فعليا ما قرره لهم حكما.إذن فإننا أحرار حقا،و لكننا عاجزون غالبا عن الاختيار لمحدودية قدراتنا و نسبيتها.


و حتي لو لم يكن الله موجودا – أي حتي لو تكلمت هنا من خارج حدود الدين – فسوف تظل تساؤلاتي عن الغرض النهائي للوجود و الحياة و الموت ألغازا غير قابلة للحل.

 .للمزيد من أسعار الدولار والذهب والعملات والأخبار الترند تابعونا على قناة التليجرام https://t.me/ghsjksjjs


و جوابي عن السؤال المألوف عن سبب التنوع العقائدي مع قدرة الله علي جمع الناس علي الإيمان الخالص به هو أن الحياة و الوجود لا يمكن تصورهما إلا علي شكل دراما أو صراع أساسه التضارب و التآلف،و يجد في علم الكيمياء أساسه الكوني.كما أن قيمة الأشياء لايمكن معرفتها إلا بتضادها مع غيرها أو بتفاعلها معها.و هذا هو معني الكون و الفساد،أي الوجود و الانحلال. فالخير في باطن الشر،كما أن الشر في باطن الخير،و الجمال و القبح علي المنوال نفسه،و كذلك الله و الشيطان،و الموت و الحياة،و الزمان و الأبدية،و الواحد و الصفر،و النهاية و اللانهاية…إلخ.و كما قال الشاعر القديم:”و بضدها تتميز الأشياء”.


إذن فالله لن يجعل الناس كلهم مؤمنين به لأنه يريد أن يعرف قيمته عندهم في مقابل القطب الآخر .و لا غرو في ذلك؛ فالاستقطاب بين السالب و الموجب يحكم الوجوديْن معا:المادي و الروحي