بدأ رحلاته في الهند، قبل أن ينتقل إلى نيبال ثم إلى إندونيسيا، وعندما وصل إلى بادانج في غرب سومطرة، قرر أنه يريد الخروج عن الأنماط التقليدية والابتعاد عن حياته وثقافته قدر الإمكان.
ويسرد أودون حكايته “لقد سمعت أن هؤلاء الأشخاص يعيشون في الغابة في جزيرة سيبيروت، وكان هذا الأمر مثيراً للاهتمام حقاً، وقلت في نفسي: أريد أن أرى ذلك”
وأضاف “ذهبت إلى هذه الجزيرة في رحلة لمدة 12 ساعة على متن قارب خشبي رديء، وقضيت أسبوعاً أحاول إقناع شخص ما بنقلني إلى حيث تعيش القبيلة. في هذه الجزيرة لن يكون هناك إمكانية للتواصل مع بقية العالم، لايمكنك الوصول إلى فيس بوك أو خرائط غوغل”.
ويتابع أودون “عندما وصلت إلى هناك، جاء هذا الرجل يمشي نحوي، وكانت لحظة مثيرة للغاية. لحسن الحظ كان يبتسم ولم نتمكن من التواصل كثيراً ولكننا أصبحنا أصدقاء”.
كان هذا الرجل الذي صادقه أدون يدعى أمان باسكا، وأمضى معه شهراً كاملاً، وعقد معه صفقة للبقاء لعدة أسابيع، وفي مقابل ضافته، ساعده أودون بالأعمال اليومية. وغادر في نهاية المطاف عائداً إلى النرويج.
وبعد عودته إلى بلاده كان بلا مال أو مأوى، لكنه لم يتمكن من إخراج سحر الغابة من رأسه، وقرر أن يعود إلى هناك في يوم ما وإعداد فيلم وثائقي عن القبيلة.
وبعد أن تمكن من الحصول على تمويل من دائرة الثقافة النرويجية، أمضى أدون بعض الوقت في دراسة الإخراج والتصوير. ورغم أنه عانى من بعض الانتكاسات الطبية، واضطر لإجراء جراحة في القلب، لكنه تمكن من استعادة عافيته، وسافر مجدداً إلى أندونيسيا في 2009.
وذهب أودون لأول مرة للعيش مع القبيلة في أعماق الغابة غرب أندونيسيا عندما كان عمره 24 عاماً لمدة شهر في 2004، وعاد في 2009 للإقامة لمدة ثلاث سنوات، وخلال هذه الفترة تعلم لغتهم غير المكتوبة.
ويقول أودون إن أهم شيء افتقده خلال فترة إقامته مع القبيلة هو “راحة المجتمع الحديث” و “تناول الطعام من أجل المتعة، وليس فقط من أجل البقاء”. وكان إجراء محادثات مع أشخاص يمكن أن يرتبط بهم شيء آخر كان يتوق إليه في بعض الأحيان.
وفي 2004، ترك أودون وظيفته المربحة في العمل على منصة نفطية قبالة الساحل الاسكتلندي، وترك شقته الحديثة والمريحة في تروندهايم بالنرويج لإرضاء عشقه للسفر، وكانت الحياة في البرية بعيدة كل البعد عن حياته التي تركها خلفه.
كشف مهندس ومخرج نرويجي عن حياته بين أكناف قبيلة بدائية عاش معها لمدة 3 سنوات في أندونيسا ضمن برنامج وثائقي يسلط الضوء على هذه التجربة الفريدة.
وعاش أودون أموندسن (40 عاماً) في الغابة مع قبيلة مينتاواي، مع القليل على جدول أعماله اليومي، كصنع السهام أو الزوارق وصيد الحيوانات كالقرود أو الخفافيش أو الروبيان.
ومع مرور الوقت، بدأت الغابة تفقد بريقها، حيث بدأ العديد من أفراد القبيلة يحاولون التواصل مع العالم الخارجي، مع تحول المدن المتداعية على أطراف الغابة إلى محاور تجارية صاخبة.
وعاد أودون إلى الغابة عدة مرات منذ تصوير فيلمه الوثائقي وصداقته الفريدة مع باكسا التي وصل عمرها الآن إلى 16 عاماً، ويأمل أن ينقل هذا الفيلم رسالته إلى العالم حول أهمية الاعتزاز بالتنوع الثقافي بين شعوب ودول العالم، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.