(( إلى ليْلَى وأخواتِها في كل عصْرٍ ومصْرٍ ………. هدية / تحية ))

133653838 3794714780591570 189909987382002706 n

بقلم : أ . د . بومدين جلالي

ليْلى واللّيْلُ …

كَالْبدْرِ باتَتْ تُضِيءُ اللّيْلَ بِالْعَجَبِ ** أجْمِلْ بِها مِنْ ضِياءٍ في مَدَى الْحِقَبِ

مِنْ وَحْيِها تَصْمُتُ الْأشْواقُ فِي كَمَدٍ**والنّارُ تُحْرِقُ صَوْتَ الصَّبْرِ بِاللّهَبِ

مِبْسامَةُ الثّغْرِ لَا تَهْوَى الصِّعابَ لَنا ** لَكِنَّهَا تَزْرَعُ الْإلْهامَ فِي الصُّبَبِ

قدْ رافَقتْ ناقَةَ الصَّحْراءِ في طَلَلٍ ** يَقْتاتُ بِالدَّمْعِ والْأحْزانِ والْكُرَبِ

قدْ سايرَتْ هِمَّةَ الْفُرْسانِ حامِلَةً** عُسْرَ الزَّمانِ ومَا يُلْغِي لَظَى الصَّخَبِ

قدْ شارَكَتْ نُخْبةَ الْأفْذاذِ طالِبَةً ** لِلْفَضْلِ والْمَجْدِ بِالْأقْلامِ والْكُتُبِ

قدْ عايَشَتْ كُلَّ دُنْيانا مُرَدِّدَةً ** أنْغامَها بِأهازِيجِ الْهَوى الطَّرِبِ

أحْلامُهَا أنْ نَرَى شَمْسَ الضُّحَى وَتَراً**بِالْوُدِّ يَعْزِفُ ما يَعْلُو عَلى الرُّتَبِ

إخْوانُ حُبٍّ وأصْلٍ، فِي الصُّمودِ يَدٌ**بِاللهِ تَرْعَى ثَباتَ الصَّفِ فِي الرِّيَبِ

مِنْ رُوحِها يَنْتَشِي الْوِجْدانُ فِي فَرَحٍ **وَالْحُسْنُ يَبْنِي فَضاءَ الرّاحِ لِلتَّعَبِ

في ذِكْرَياتِ الْبَوادِي، في مَدائِنِنَا ** ظَلّتْ تُلَطِّفُ عُنْفَ الْجَوِّ وَالشَّغَبِ

مِنْ صَدْرِها يَنْبُعُ الْعِشْقُ الْعَظيمُ وما** تَهْوَى الْقُلوبُ بِحُبٍّ دُونَما سَبَبِ

عَيْنانِ في وجْهِهَا بِالسِّحْرِ مُتْعَتُنَا، ** فِي كَلِّ حالٍ تُغَذِّي بَهْجَةَ الْحَسَبِ

في كُلِّ ظَرْفٍ مِنَ الْأيّامِ تَغْرِسُنا ** تَمْراً يُناجِي بذَوْقٍ مِيزَةَ النَّسَبِ

أخْتُ الرّوائِعِ ذاتُ الْجُودِ مَلْحَمَةٌ **أرْسَتْ بُطولة َعِرْقٍ شاعَ كالذَّهَبِ

والْقلْبُ فيها وَدُودٌ لا يَرُدُّ نَدىً ** والْبَطْنُ مِنْها وَلُودٌ لِلنُّهَى الشُّهُبِ

والشِّعْرُ مِنْ شَفَتَيْها يَقْتَفِي دُرَراً **تَرْوِي سَجايَا الْعُلَا فِي أمَّةِ الْعَرَبِ.

السبت 26 ديسمبر 2020