“تيم ” في شهره السادس داخل رحم والدته، أكثر الأماكن أمناً في العالم، وما هي إلا أشهر قليلة ويبصر النور.. تخبره والدته يوماً بعد يوم.. أن لحظة اللقاء اقتربت وأن الشهور الثلاثة الباقية ستمضي، وسيكون السند لأخواته الخمسة “البنات” اللواتي ينتظرنه بفارغ الصبر.
صاروخ غادر ليلة الأربعاء الماضي دك المنازل المجاورة لمنزلهم في بني سهيلا شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، لتضع تلك الصواريخ حداً لحياة “تيم” ويلفظ أنفاسه الأخيرة ويقتله رغم تحصنه في أكثر الأماكن أمناً، بعد صرخات أمه التي دوت من شدة الخوف والفزع من الصاروخ والخشية على حياة فلذة كبدها..”
محمد جودت والد أصغر ضحية في العدوان “الإسرائيلي” الأخير على القطاع، يقول:” أن صوت القصف على المنازل المجاورة لمنزلنا أصابت زوجتي بحالة من الصراخ الهستيري، وبكاءها من آلام شديدة في أسفل بطنها مما اضطرنا للذهاب مسرعين إلى مستشفى أبو يوسف النجار بخانيونس جنوب القطاع .
وتابع : “الصدمة الكبيرة كانت لحظة أن أبلغنا الأطباء بأن الطفل قد استشهد ، وزوجتي بحاجة إلى عملية جراحية مستعجلة لإجهاض الطفل.. وكان خنجراً قد اخترق قلبي من شدة الحزن “.
أصوات الانفجارات والصواريخ ، التي انهت حياة “تيم” كانت فاجعة لعائلته المكلومة التي انتظرت قدومه على أحر من الجمر ليقتله الاحتلال دون اي سبب سوى أنهم أمنين، وأن الاحتلال يقضى على كافة الأحلام حتى لو كانت في أكثر الأماكن أمناً .
“تيم” أصغير شهيد كما اطلق عليه لم يكن الأول ولا الأخير من ضحايا الاحتلال، حيث أن الاحتلال اقترف خلال العدوان الاخير على قطاع غزة مجازر بحق المواطنين حيث ارتقى 35 شهيداً منهم 8 من عائلة واحدة و111 مصاب .