متابعة / نادية سعد الدين محمد
ظهور صور جديدة، لأحد أخطر مجرمي الساحل السوري، وأكثرهم دموية، سليمان الأسد، وهو من أبناء عمومة رئيس النظام السوري بشار الأسد، كانت آخر جرائمه المسجلة، عام 2015، بقيامه بقتل ضابط برتبة عالية في جيش النظام.
سليمان الأسد يحتجز عناصر شرطة رهائن في سوريا
حيث تداول صور جديدة، لسليمان الأسد، يظهر فيها، بعد خروجه من السجن، وهو برفقة شخصين، تربطه بأحدهما علاقة وثيقة، تمتد إلى ما قبل الكشف عن إحدى جرائمه، وهي قتل العقيد في جيش النظام، حسان الشيخ، وبدم بارد، فقط بسبب مشكلة عابرة عن أفضلية مرور سيارة هذا أو ذلك، فترجّل ابن عم الأسد، وعاجل العقيد في جيشه، بنيران أردته على الفور، في جريمة هزت المنطقة عام 2015.
قتل ضابطا عام 2015 وأفرج عنه أواخر 2020
وإثر قيام ابن عم الأسد، بتصفية أحد ضباطه، شهدت المنطقة احتجاجات كبيرة وتجمعات في الشوارع تندد بجرائم ابن عم الأسد الذي سبق له وروّع أبناء المنطقة بمختلف أعمال العنف والقتل، فاعتقله النظام، ثم أصدر عليه حكما بالسجن 20 عاماً، لكنه ما لبث وأطلق سراحه، أواخر العام الماضي.
في غضون ذلك، اكتفى أنصار النظام السوري في اللاذقية، بالصمت، حيال الأنباء التي تحدثت عن إطلاق سراح أحد أخطر قتلة اللاذقية، سليمان الأسد، فامتنعت الغالبية الساحقة من الصفحات الإخبارية الفيسبوكية التي يحررها ناشطون موالون للنظام، عن التعليق على خبر إطلاق سراحه.
وسليمان، هو ابن هلال الأسد، القائد السابق لإحدى أخطر الميليشيات الموالية للنظام السوري، في الساحل، أطلق عليها النظام اسم “الدفاع الوطني” في وقت لاحق، لمنحها طبيعة رسمية ولتلقي الدعم المالي والعسكري من وزارة دفاع النظام والحرس الثوري الإيراني.
وقتل هلال الأسد، عام 2014، في ريف اللاذقية، على يد المعارضة السورية. ومنذ الإعلان عن مقتله، توسع نشاط ابنه سليمان، فروّع أبناء المنطقة، وكانت آخر جرائمه، قتل عقيد في جيش النظام، بسبب مشكلة بسيطة تتعلق بأفضلية عبور السيارات.
وعوّل بشار الأسد، كثيرا على نفوذ ابنه عمه هلال، في تأسيس وقيادة ميليشيا الدفاع الوطني، إلا أن مقتله عام 2014، حلّ كالصاعقة على النظام وعلى حليفته طهران، فسارع قاسم سليماني، قائد لواء القدس في الحرس الثوري الإيراني والذي قتل لاحقا بغارة أميركية قرب مطار بغداد، أوائل العام الماضي، بتقديم التعازي بوفاة هلال الذي كانت تربطه به علاقات أمنية وعسكرية وشخصية وتنسيق كامل على مختلف الصعد.
ويعمل رئيس النظام السوري، على ما يصفه خبراء تواصلت معهم “العربية.نت” على ما وصفوه بترتيب بيته الداخلي، إثر تآكل شعبيته الكبير في المنطقة الساحلية، في الآونة الأخيرة، فعيّن أقرباء له، في حكومته، كالصيدلانية عليا الأسد، وأطلق سراح قريبه سليمان، وأجرى عددا من التنقلات العسكرية والأمنية، في هذا السياق.
وجاء ترتيب الأسد لبيته الداخلي، إثر الخلاف المعلن بينه ورامي مخلوف، ابن خاله، حيث ترك الخلاف آثارا مباشرة على شعبية الأسد في الساحل، خاصة مع الأنباء التي تحدثت عن سيطرة زوجة الأسد، أسماء الأخرس، وعائلتها، على مختلف مفاصل النظام الاقتصادية، بإقصاء مخلوف، وتصفية تركته المالية الكبيرة التي جُمِعت بدعم من آل الأسد، ولحسابهم، أصلا، وكان هو مجرد الواجهة المعلنة لذلك.
ومع إطلاق سراح سليمان الأسد، عادت المخاوف تقض مضاجع أبناء المنطقة، من أن يكون الإفراج عنه، إيذاناً ببدء عملية ترهيب جديدة لهم، خاصة بعد الاستياء الواسع الذي شهدته منطقتهم، والانتقادات الموجهة للنظام حصراً، على الأزمة الاقتصادية الهائلة التي تعصف بهم، رغم كل القتلى الذين سقطوا دفاعاً عن نظامه، وعدد المصابين الذي يقدر بعشرات الآلاف.