الأهلي والزمالك و مساوئ الفراغ!

93373812 4111647922211151 3370400157320347648 o 1 1 1 1 1 1

بقلم/ الدكتور ظريف حسين رئيس قسم الفلسفة بأداب الزقازيق..

ليس الأهلي من العقائد الدينية، و لا الزمالك،و لا أي فريق آخر مهما كان ،كما أن تشجيع الكرة سلبيا بالإساءة إلي الفرق المنافسة دليل حماقة و فراغ روحي،و اضطراب نفسي،أي أنه تفريغ للطاقة”العدوانية” التي تُخرج نفسها في أشكال،أشهرها التعصب الرياضي،أي إيذاء الفريق المنافس،أو هي تعبير عن “السادية”،أي الاستمتاع بإهانة الآخرين و السخرية منهم و التنمر عليهم.
و يُعد التعصب الكروي-بصفة خاصة-أحد أهم وجوه التطرف و التزمت في كل المجتمعات،و هو مجرد حماسة جوفاء محرومة من التعقل،بما يصاحبها من عنف و إثارة و تدمير،و نشر للفوضي،بما يعد بيئة مناسبة لممارسات الغوغاء و أصحاب الدعوات الهدامة من أدعياء التدين العنيف،كما يعد هذا النوع من التعصب رد فعل لعدم الانتماء السليم،أي الانتماء الوطني،أو القومي، أو العائلي…و غير ذلك من الانتماءات المشروعة التي تشعر الإنسان بقيمته و هويته،و تشبع بذلك الغريزة الطبيعية لدي البشر،فضلا عن كونه طريقة منحرفة لإثبات القيمة لمن لا قيمة له!
و علي الجمهور-أي جمهور-أن يدرك أن جماليات الكرة هي الأصل في التشجيع الإيجابي،فالرياضة عملية متكاملة هدفها الإشباع النفسي و اللياقة البدنية، فضلا عن أنها مدرسة لتعليم التعاون و التواصل و تقبل الهزيمة و التسامح باسم الروح الرياضية،و التطوير المستمر و الأمل،بل و كل القيم النبيلة،فضلا عن استثمار طاقة الشباب فيما يفيد بإبعادهم عن كل مواطن الفساد،و خاصة التعصب الديني و السلوك الإجرامي،و غير ذلك من مساوئ الفراغ!