“الإستعداد للعشر الأخيرة والاعتكاف ببيوتنا”

96669690 2659583697700038 2861480205287948288 o

بقلم / السعودي محمد
ظهرت في الآونة الاخيره آراء بين المؤيد والمعارض بصددد الصلاة في المساجد في ظل هذة الظروف التي تمر بها الدول الاسلامية، إلا أن الأخير هو ما كان علي صواب طبقاً لقواعد الشريعة الاسلامية “الضرورات تبيح المحظورات”، وحديث النبي ﷺ :”حين سألته السيده عائشه رضي الله عنها عن الطاعون فأخبرني أنه: عذاب يبعثه ﷲ على من يشاء وأن ﷲ جعله رحمة للمؤمنين ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابراً محتسباً يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب ﷲ له إلا كان له مثل أجر شهيد “.
أقول وبالله التوفيق {فلندع دُنيانا جانب ونجعل بيوتنا مساجد}.
ومن هنا يدور السؤال كيف نعتكف في العشر الأخيرة من رمضان؟
اولاً: قيام الليل :قال ﷻ: ” تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون “، نُقل عن قتادة مجاهد وغيرهما أن معناه كانوا لا ينامون ليلة حتي الصباح، يعني مش زينا بدون فائده ها !!
وقال رب العزة ايضاً :” أمَّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمةَ ربِّه “، قال شيخ الاسلام بن تيميه-رحمه الله-القنوت :دوام الطاعة، والمصلي اذا أطال قيامه أو ركوعه أو سجوده فهو قانت.
وعن هديهِ ﷺ اُخبرَ عنه إذا دخلت العشر – العشر الاخيرة من رمضان – شدّ مأزره واحيا ليله وايقظ اهله.
وعن كيفيه صلاتة ﷺ فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال:إن رجلاً قال يارسول الله كيف صلاة الليل؟ قال:”مثني مثني فإذا خِفت الصبح فأوتر بواحدة”، قال الحافظ في الفتح :اما حديث ابن عمر فهو الافضل في حق الأمة لأنه أجاب به السائل، وقد صحَّ عنه ﷺ الفصل والوصل.
ثانياً : محاسبة النفس :
فيجب ان نعزم علي توطين انفسنا واليقظه مما خلقنا ﷲ له وما سنلقاه بين يديه من حين الموت الي دار القرار، وسرعة انقضاء الدنيا وقلة وفائها لبَنيها وقتلها لعشاقها وصدق رب العِزَّةِ قائلا:”ياحسرتا علي ما فرطت في جنب ﷲ”.
وكما قال الشاعر :
ألا يانفسُ ويحكِ ساعديني… بسعيٍ منكِ في ظلمِ الليالي
لعلكِ في القيامةِ أن تفوزي… بطيب العيشِ في تلك العلالي
ثالثاً :ولمحاسبة النفس نوعان:
الأول :نوع قبل العمل وهو ان يقف العبد عند اول همه وارادته ولا يبادر بالعمل حتي يتبين له رجحانه علي تركه.
النوع الثاني :محاسبه النفس بعد العمل وهو ثلاثة أقسام
١-محاسبتها علي طاعة قصَّرت فيها من حق ﷲ ولم توفيها علي أكمل وجه وهي ستة منها:الإخلاص في العمل، والنصيحه لله عن طريق إعطاء كل ذي حقٍ حقه…
٢-أن يحاسب نفسه علي كل عملٍ كان تركه خيراً له لما فعله
٣-أن يحاسب نفسه علي أمر مباح لِمَ فلعه؟ وهل أراد به ﷲ والدار الآخرة؟ فيكون رابحاً، أو أراد به الدنيا عاجلها فيخسر ذلك الربح ويفرتة الظفر بها.
رابعاً:اختم واقول علينا ان نُكثِر من قول :”اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفوَ فاعفُ عنا”، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه كريم وأن ينقي أنفسنا من الرياء ماظهر منها وما بطن.