بقلم الشاعرة/ رجاء حسين
يابَحْرِي قول إيه تهمتك؟!
اصرخ يابحر، روحي تردد في المدى صدى صرختك
يابحر مسجون خلف سور يابحري قول إيه تهمتك؟!
بحري البرئ: عارفاك أنا ياما مشيت على سكتك
ياما سهرنا والقمر يسهر يغازل صفحتك
تغمز لنا شمس الجمال وترد بجمال غمزتك
وتدفي رملك بالحنين وتاخدنا في أحضان رملتك
يابحر يا أبو موج الدلال إيه اللي بكّى صخرتك؟
متداري ليه عنا بسور من ألف سور طول الطريق؟
صوت النوارس من بعيد مبحوح بيبكي وحدتك
انطق يابحري ليه حزين؟ وليه سجين إيه تهمتك؟
اصرخ وقول وبعلو صوت: سمَّعنا ألحان غنوتك
بشفايف الموج الحزين على عزف ناي على فُرقتك
غنوة أمل من ذكريات تحكيها بدموع نسمتك
نسمة أمان راحة وحنان هدية لعيون صُحبتك
فينك يابحري بعدت ليه؟! وفراقي هان على رملتك؟
وكل يوم تبعد بعيد فاكرني حنسى عشرتك؟!
اصرخ يا بحري ليه حزين؟ وتقول نصيبي وقسمتك؟!
————————–
اصرخ وقول مين السجين يابحري أنت ولا أنا؟!
صرَّخ وقال تفرق في إيه؟ مكتوب فراقنا وبعدنا!
مين اللي قال إن الجمال يوم يختفي من حينا؟
يخاصمنا ليه وتهون عليه عشرة هوانا وحبنا؟!
كان الجمال في الكون يلف ويرُد ويبات عندنا
من يوم يابحري ما كفنوك خاف الجمال من قربنا
شاف التابوت أسوار كئيبة والشؤم ده مش طبعنا
سرقوا الجمال من قلبنا من عز نومه في حضننا
ونلومه ليه؟!
أصل الجمال دايما مسالم غنًّى وبعد عن شرنا
————————–
حتى الكفن لو كان طبيعي ما كان شعر بالاغتراب
لكن قماشته كانت غريبة مغزولة بخيوط اكتئاب
نقًّوا خيوطه من خشب وأسوار حديد وكتبوا ممنوع الاقتراب
وقفِّلوه بإزاز وطوب وفتحوا شبابيك للعذاب
يطل منها المحرومين والمشتاقين والحسرة في عيون الشباب
——————————
يغنوا لك بدمع العين: زمان يابحر أحلامنا وبير أسرار
زمان ياحب جمَّعنا ولا غيرك في يوم نختار
ياريت يابحر ما تبعد ولا تسيبنا في هواك نحتار
ولا تسكت ولا تيأس ومهما فرقتنا أسوار
ما دام بك الأمل عايش يغير ربك الأقدار