التطويلُ في الصلاةِ على الناس خلاف السُّنَّة

108172457 334809717514724 2838571109427494121 n

بقلم / د محمد عبد الكريم

كان مُعاذ بن جبل يُصلي العِشاء مع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ثم يرجعُ إلى قومه ويصلي بهم…
فرجعَ ذات يوم فصلَّى بهم، وصلَّى خلفه فتىً من قومه، فأطالَ مُعاذٌ الصلاة، فتركَ الفتى الصلاةَ، وصلَّى وحده!
فلمّا انقضت الصلاة أخبر الفتى مُعاذاً بإطالته، وأنه تركه وصلَّى وحده، فقال له معاذ: إنَّ هذا نفاق، لأُخبِرنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم!
فلَقِيَ مُعاذ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم فأخبره، فأرسلَ إلى الفتى وسأله، فقال: يا رسول الله، يُطيلُ المكث عندكَ، ثم يرجع، فيُطوِّل علينا في الصلاة.
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: أَفَتَّانٌ أنتَ يا مُعاذ؟!
وكان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا صلَّى بالناس ينوي أن يُطيلَ القراءة بما يحتملُ المصلون خلفه، فيسمع بكاء صبيٍّ في الخلف كانتْ أمه قد أحضرته معها لتُصلِّي معه، فيُخفف الصلاة كي لا يشغل قلب الأم على ولدها!
وكان يأمر الأئمة أن لا يُطيلوا في الصلاة، فيقول: إذا صلَّى أحد كم بالناس فليُخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم وذا الحاجة، وإذا صلَّى أحدكم لنفسه فليُطوِّل ما شاء!
وجاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: إني أتأخرُ عن صلاة الصبح لأجل فُلانٍ مما يُطيلُ بنا، فغضِبَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وقال: يا أيها الناس إنَّ منكم منفرين، فأيكم أمَّ الناس فليُوجزْ، فإن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة!
التطويلُ في الصلاةِ مجلبةٌ للمشقة على الناس، وهو خلاف السُّنَّة، فترفَّقوا بالناس ولا تصدُّوهم عن صلاةِ الجماعة!