الحب نصيب!

49670933 b683 4f5c bf9c 85a403eab3cd 1

بقلم / الدكتور ظريف حسين رئيس قسم الفلسفة بآداب الزقازيق…

نحن بوصفنا بشرا نبحث دائما عمن يشبع رغباتنا الفطرية مزودا بسمات جسدية و نفسية معينة نكمل بها شخصيتنا و نتوافق معها،لإنتاج نسل قادر علي قهر صعوبات الحياة و منغصاتها،و لضمان سعادتنا الشخصية!
و لذلك فعندما يوقعنا الحظ علي أول شخصية تتوافر فيها هذه المواصفات،و في ظروف مناسبة فإننا ننجذب إليها و نعجب بها،و طبقا للظروف الاجتماعية و المادية قد يتحول ذلك إلي حب و زواج.
و لكن المشكلة قد تقع بسبب عدم التوافق الفكري و العادات النفسية التي نكتسبها من البيئات الاجتماعية،و ما قد نكتشفه في الشركاء لاحقا من عدم توافق عقلي و نفسي و اجتماعي،و نقص في الوعي الاجتماعي و ما يترتب علي ذلك من ضعف الشعور بالمسئولية الاجتماعية،فضلا عن ضمور بالغ في مفهوم الأنانية؛فبدلا من أن تمُر مصالحنا عبر مصلحة الآخر فإننا نهتم فقط بتحقيق مصالحنا علي حساب الآخر أو،علي الأقل،بدون وضع مصلحته في الاعتبار.
و إذا لم يتم تدارك الموقف و لو بمساعدة من أولي الأمر من الطرفين لمحاولة إيقاظ الوعي الغائب و الإنذار بسوء المصير،فلن يكون لهذه العلاقة من نهاية سوي الانهيار و الدمار.
و للخروج من هذا المأزق النفسي و الاجتماعي،و بدلا من أن نسائل أنفسنا فنبحث عن الأسباب الحقيقية لهذا الإخفاق،فإننا ننسب كوارثنا بصفة عامة و الكوارث الاجتماعية بصفة خاصة للقسمة و النصيب!
و هذه قطعا أكبر مغالطة؛فإذا كان للنصيب من حظ في بداية الأمر-برغم وجوب تحكيم العقل في كل شيء-فيجب ألا تكون النهاية في ملعب النصيب، فهل النصيب مسئول عن هذا الضعف الشديد في بنية الضمير الشخصي و الاجتماعي،و عن كل هذا التغييب؟!