الجزء الأول رغم الأسى والحزن العميقين اللذان ينتابنا حينما نتذكر قصة الأندلس, وتاريخنا العظيم في تلك البلاد, إلا أن هناك بعض المواقف التي حدثت تجعلنا نقف مرفوعي الرأس أمام دول العالم بصفة عامة, ودول أوروبا بصفة خاصة, ولعل من هذه المواقف ذلك الموقف العظيم . هذه رسالة مكتوبة باللغة العربية, بعث بها ملك بريطانيا ودول شمال غرب أوروبا جورج الثاني في ذلك الوقت, مخاطباً بها هشام الثالث خليفة المسلمين في الأندلس,,, وفحواها أن الملك جورج الثاني ملك بريطانيا كان يمتدح التقدم العلمي المذهل في الأندلس، ويستأذن الخليفة أن يرسل ابنة أخيه الأميرة ” دوبانت ” إلى الأندلس لتنهل من ذلك العلم والرقي الذي كانت تزخر به الأندلس في فترة حكم المسلمين. ” نص الرسالة ” إلى صاحب العظمة – خليفة المسلمين – هشام الثالث جليل المقام: من جورج الثاني إلى الخليفة المعظم ملك المسلمين في مملكة الأندلس, صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام… ” بعد التعظيم والتوقير، فقد سمعنا عن الرقيّ العظيم الذي تتمتع بفيضه الضافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة، فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل, لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم, لنشر أنوار العلم في بلادنا, التي يحيط بها الجهل من أركانها الأربعة, وقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة ” دوبانت ” على رأس البعثة المرسلة إليكم, والمكونة من بنات أشراف الإنجليز، لتتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف، وتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم, وفي حماية الحاشية الكريمة، والحدب من قبل اللواتي سوف يقمن على تعليمهن، وقد أرفقت الأميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل. أرجو التكرم بقبولها، مع التعظيم والحب الخالص.. خادمكم المطيع جورج الثاني: ملك انجلترا والسويد والنرويج والدول الإسكندنافية لكن ماذا كان رد الخليفة هشام الثالث على جورج الثاني ملك بريطانيا؟ وهل وافق الخليفة على استقبال تلك البعثة؟ أم اعترض عليها ؟ أم أنه كان للخليفة رأي آخر ؟وهو ما سنعرفه في الحلقة القادمة بإذن الله .