الحلقة السابعة ( الثقة واليقين بفرج الله )

58420118 445327429554282 1859332191872352256 n 7

بقلم د/ محمد عطا عمر

تحدثنا في الحلقات الست السابقات عن مراحل معالجة الأزمات من منظور الشريعة الإسلامية, لنأتي إلى المرحلة السابعة وهي الثقة واليقين بفرج الله, فتعتبر الثقة واليقين بالله من أهم مراحل معالجة الأزمات, فمواجهة الأزمات تبدأ في الشعور في النفس، فبدون أن يكون هناك يقين وثقة وأمل بنصر الله، لا يمكن أن يتم التغلب على الأزمات.

وهنا جاء قوله سبحانه وتعالى معقباً على مشاعر المؤمنين وهم في خضم الأزمة، حيث اهتزاز الإيمان والثقة وسيطرة الأوهام والظنون﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)﴾. (سورة البقرة: الآية 214)
وقوله تعالى : ﴿ ادعوا ربَّكُمْ تضرُّعاً وخُفْيَةً إنَّه لا يُحبُّ المعتدين(55) ولا تُفسدوا في الأرضِ بعد إصلاحِهَا وادعُوهُ خوفاً وطمعاً إنَّ رحمةَ الله قريبٌ من المحسنين(56)﴾ . (سورة الأعراف: الآيات 55-56)

93626795 2671306519769088 5957968084571521024 n
93528210 879089005926608 5858735764300365824 n

وفي رواية أخرى يقول أحد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين, أن عمر رضي الله عنه خرج يستسقي فتبعناه فلم يزل رافعا صوته ويديه: يقول: ” اللهم اغفر لنا إنك كنت غفارا “، حتى أتى إلى المصلى يستسقي ويدعوا الناس معه، قال فلبثنا أياماً، فأنشأ الله سبحانه وتعالى سحابة بين الشام واليمن، ثم ساقها الله، حتى أمطرت البلاد بإذن الله وسالت السيول وسال بطحان (وادي قريب من المدينة), والأودية التي معه، فخرج عمر إلى بطحان، ينظر إلى رحمة الله، ومواقع السيل، ويحمد الله ويثني عليه ويكبر ويشكر الله عز وجل. ابن شبة: تاريخ المدينة المنورة, ج1, ص391.

وهذا قول صريح ومنهج واضح في حياة الأمة ودليل عملي اقتصادي في معالجة الأزمات، وعدم اليأس واليقين بفرج الله, بالاشتراك مع الناس جميعاً، فيما بينهم من مسؤولية.
فالتربية القرآنية لمواجهة الأزمات تبدأ في الشعور في النفس، فبدون أن يكون هناك يقين وثقة وأمل بنصر الله، لا يمكن أن يتم التغلب على الأزمات. (الشيخ الشعراوي: تفسير الشعراوي, ص567)

ويمكننا أن نضيف بعض الأبيات للدكتور أحمد عمر هاشم إذ يقول:

يا أمـــــة المصطفى توبوا إلى بارئكم*** حتى يرد عدوا فاغـــــــــــراً فـاه
فالابتلاءاتُ لم تنزل بأمتـــــــــــــــــــــنا * إلا بذنب عظيـــــــــــم قد فعلـناه
قومـــــــــــــــــــوا اتقوا الله وادعـــــــــــــــــــوه * فلا أمل في النصرِ إلا بتقواه
يــــا أمــتــى اتـجـهــوا لله في ثــقــةٍ * إن تـنـصــروا ربــكــم يـنـصـركــم الله