( الخلاف والإختلاف )

107462942 2587544584853536 4136828487302748799 n 1

بقلم الشاعرة السورية / باسمة العوام
متابعة المستشار الإعلامى والثقافى / سامح الخطيب..

الإختلاف أثر من آثار الرحمن فينا ،سنّة كونية اقتضتها الحكمة الإلهية . أثر ليس بأيدينا التغيير فيه .
أما الخلاف فهو أثر من آثار البدعة ،يختلف الطريق الموصل إليه ويجوز لنا الحكم فيه والتغيير .
إذاً ..خلقنا الله على اختلاف لنتعارف ونكتشف ماعند بعضنا من غنى وتنوع ، ليكون هذا الاختلاف سبب ارتقاء ووسيلة تكامل بين البشر تقود للرقي والتقدم . وبالتالي نلاحظ أن أسوأ العقول ، تلك التي تحول الاختلاف إلى خلاف فيصبح الاختلاف والتعددية سببا للنزاعات والصراعات .
وهنا أستشهد بقول لغاندي :”الاختلاف ينبغي ألا يؤدي إلى العداوة ،وإلا لكنا أنا وزوجتي ألدّ عدوين ، لكننا مكملان لبعضنا البعض “.
الاختلاف شيء بنّاء ،وهو دليل صحة وعافية ويقود للعلم والتكنولوجيا . بينما الخلاف هدام ،وهو مؤشر انحطاط وتخلف .
إذا نحن بحاجة لثقافة الاختلاف لا الخلاف ، وبحاجة للحوار واحترام الآخر في اختلافه .
نحن نختلف في طريقة التفكير والمبادئ التي تشكل شخصية كلّ منا ، فأراء الآخرين أيضا تمثل تجارب وأفكار أخرى ، وإن تعدد وجهات النظر يساهم في تصحيح الآراء الخاطئة عندما يكون الطرح واقعيا وشاملا ، كما أنك لايمكن أن تجبر العالم أن ينظر من خلال نظرتك .
جميعنا يخطئ ، والناس فيما يعشقون مذاهب . فإن لم تكن معي لايعني أنك ضدي فلماذا نتعارك لمجرد اختلافنا بالرأي ؟
يقول الشافعي :” كلامي صواب يحتمل الخطأ ،وكلام خصمي خطأ يحتمل الصواب “.
هذا منطق العقلاء ، فمتى يسقط عنا قناع تلك الأنا المتورمة فينا ،ونتعلم أن النقد والاختلاف يولّد عند ضعاف النفوس ضيقا وعداء شخصيا واحساسا بالاضطهاد ؟!
لماذا لانتقبل اختلاف الرأي ووجهات النظر ونُقبل على الاعتراف بالخطأ ، وننفتح على تجارب الآخرين ، نستقي من خبراتهم ونرى الأمور من مختلف الزوايا ،بدلا من أن نجد أنفسنا في جزر منعزلة لانفقه مايدور حولنا ؟!
أفعالنا ليست منزهة عن الخطأ ،فلماذا لانتسلح بالتسامح والوعي فلا نقف عند اسلوب الكلام بل عند مغزاه ؟!
لماذا لانراعي ظروف المجتمعات المختلفة ، فلا نجرح الآخر أو نؤذيه لمجرد اختلافنا معه ؟!
و نراعي دوما فكرة أنه وإن لم يوافق أحدنا على كل مايقول ويفعل الآخر ،لايعني أنه يكرهه .و أن الخلاف لايفسد للودّ قضية .
متى نتعلم ونرتقي ؟!