بقلم : الزهراء أحمد
من أوقع التأثيرات على المجتمع الإنساني وأفراده مهما كان صغيراأو كبيرا عالما أو جاهلا ، الدعوة الصامتة ، و أطلق عليها صامتة ، لأنها تنشر قيما و أخلاقا نبيلة ، بالفعل لا بالقول ، فإنك إن فعلت المعروف والطيب أمام أحد من الناس ، ونظر إليك وتابعك وتعلم منك ، فأنت بذلك قمت بدعوته لعمل طيب دون أن تتكلم ، و بمتابعته لأفعالك ، قد لفت نظره إلى معروف قد يكون نساه فتذكره بسبب فعلك إياه أمامه ، أو أنه يتناساه وأنت حركت فيه شيئا دفينا بداخله يتجاهله ، و بالتالي شجعته على إيقاظ ضميره ، وممارسة هذا الفعل ، مما رآه أمام عينه من جميل صنيعك ، وبذلك تكون قد كسبت في خزينة حسناتك ثوابين ، ثواب الفعل ، وثواب العمل به من خلال شخص أخر اقتدى بك أو قلدك ، وإن اتخذنا هذا الأسلوب منهجا لحياتنا، و تعاملاتنا ، لأصبح المجتمع كله راقي خلقيا بالفعل ومن ثم القول ، فالقول بدون فعل ناقص، والفعل بدون قول أرقي وأبهى و أوقع في أنفسنا ، ومعظم الحكماء قليل كلامهم قد يعد عدا على الأصابع طيلة حياتهم ، لكنه يحمل في طياته ، كثير حسن تصرف وفعل فعلوه في سنين ، لكن اختصروه في بضع كلمات ، لتحفر ذكراهم وتجاربهم على مر السنين ، و الحكيم بعدهم ، من يفعل أكثر مما يتكلم ، فكن من الحكماء واجعل منهجك الدعوة الصامتة. .