الذكاء الاصطناعي (AI) يضع المستقبل قريبًا بين يديك!

WhatsApp Image 2020 08 09 at 2.19.41 PM

بقلم :عصمــــت خورشيد
(مدرس مساعد – قسم رياض الأطفال- كلية التربية -جامعة طنطا/دولة :مصر)

أصبحت الخُطَى نَحْو المستقبل تتجه نحو إتقان المهارات فلا بديلًا لها و لا غِنَى عنها !
قَدْ شَغَلَ فِكْري طلاب الثانوية العامة دفعة 2020 الذين يحلمون بمستقبل مناسب لهم خاصةً أَنَّ مِنْهم مَنْ يصبح في حَيْرَةٍ نتيجة لعدم تمكنه من الالتحاق بإحدى الكليات العملية التي كان يرغب فيها ، لكنني أقول لكم إِنَّ الفرص ما زالت بين أيديكم و المستقبل بأكمله يفتح ذراعيه إليكم إِنْ تمكنتم من “مهارات القرن الحادي و العشرين” الذي تعيشون فيه سواء أكانت هذه المهارات تقنية أَمْ فكرية و كلاهما أساس ” الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence”.
فقد تَسَلَّلَ الذكاء الاصطناعي( Artificial Intelligence) إلى حياتنا اليومية بدلًا من العقل البشري في أمورٍ عديدة؛ فأصبح العالم بأكمله يستخدم ( GPS) لتحديد المواقع ، و ظهرت آلات فحص الشيكات ( Check-Scanning Machines) ، ، و نجده في مجالات الحياة مثل خدمة العملاء ( Customer Service) ، و في مجال التسويق و العمليات الإدارية بحيث تتم من خلاله العمليات التقنية ( Technical Processes) في مختلف القطاعات .
فمما لا شك فيه إِنَّهُ على مدى السنوات القليلة المُقْبِلَة لَنْ تكون الجهود الرقمية في المشاريع أو المؤسسات التعليمية بانعزال عن الذكاء الاصطناعي ( AI) ؛ فَقَد صَرَّحَ ” بول دوجيرتي ” Paul Daugherty ” ” – كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة ” Accenture” أَنَّ :
: ” الذكاء الاصطناعي أكثر التقنيات إثارة بسبب الزيادة في الحوسبة ( Computing ) في كل مكان ، و زيادة الخدمات السحابية ( Cloud Services)منخفضة التكلفة .

فالذكاء الاصطناعي (AI) يجمع بين الذكاء في اكتساب و تطبيق المهارات و المعارف المختلفة لحل مشكلة معينة من خلال استخدام القدرات العقلية Mental Capability ، و الوظائف المعرفية مثل : ( اللغة Language ، الانتباه Attention ، التخطيط Planning ، الذاكرة Memory ، و الإدراك Perception ) ؛ لكي يتم تحقيق الذكاء الاصطناعي بما يتمتع به الروبوتات ( Robots) لمحاولة تقليد الذكاء البشري ، و أداء المهام المختلفة التي تتطلب التفكير ، دمج المعلومات Information Integration ، تحليل البيانات ،Data Analytic ، حل المشكلات Solving Problems و تحسين عملية صنع القرار Improve Decision Making )و لكن لابد من تدخل العامل البشري؛ لأن الذكاء الاصطناعي قد يمثل جزءًا من إمكانات الدماغ البشري ( Human Brain Power) و لكن إمكانات الإنسان الدماغية ما زالت تعلو على الذكاء الاصطناعي .
فتمتلك إمكانات الآلات و الروبوتات في ” الذكاء الاصطناعي ” خصائص و سلوكيات فكرية و بشرية تتجه بها التكنولوجية الروبوتية ( Robotic Technology ) إلى حد كبير في مختلف الصناعات و داخل المستشفيات و المدارس و في برمجة الألعاب للأطفال ، و داخل العديد من القطاعات ؛ بحيث يتم التحكم في التفكير بشكلٍ آلي باستخدام أنظمة خبيرة ( Expert Systems) توضخ بشكلٍ كبير السلوك الذكي ( Intelligent Behavior) .

و قد سبقت بعض الدول و الحكومات لتمويل التعليم في المجالات الرقمية المتعلقة بالحاسوب و منها : ( الحكومات في الولايات الفيدرالية عام (2017) التي قامت بتمويل المؤسسة الوطنية للعلوم The National Science Foundation ؛ لتدريب أكثر من (6500) طالب في الدراسات العُلْيَا في المجالات المتعلقة بالحاسوب
( Graduate Students in Computer) ، و إطلاق العديد من المبادرات الجديدة المُصَمَّمَة لتشجيع البيانات و علوم الكمبيوتر على جميع المستويات بدءًا من مرحلة ما قبل الرَوْضَة ( Pre-K) إلى التعليم العالي و المستمر ( Higher Continuing Education ) استعدادًا لسوق العمل مستقبلًا …

فأصبحت هناك حاجة ماسة إلى تغييرات جوهرية في عملية التعلم نفسها ؛ فإذا كانت هذه المرحلة المبكرة من التجارب و التطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي (AI)، ، فسوف يصل الأمر لقدرات تكنولوجية هائلة في المستقبل القريب و ذلك يتطلب تطوير القوى العاملة التي تُتْقِن مجموعة من المهارات التقنية مثل : ( التعلم الآلي Machine Learning ، العرض المرئي للمعلومات Data Visualization، الأمن المعلوماتي Cyber-Security، و الحوسبة السحابية ( Cloud Computing ) ، و لا يقتصر الأمر على المهارات التقنية المطلوبة في عالم الذكاء الاصطناعي فقط ( Not Just Technical Skills) بل إِنَّ هناك بجانبها مهارات أخرى متطلبة في القرن الحادي و العشرين ،و منها : ( التفكير النقدي Critical Thinking ، التعاون Collaboration ، الاتصال Communication ، و التفكير المستقل Independent Thinking) .
فهناك توقعات كبيرة لمزيد من الاهتمام بالذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب في العالم بأكمله ؛ بحيث تهدف فرص الذكاء الاصطناعي إلى أساليب مبتكرة تطبق التكنولوجية الروبوتية على مختلف الصناعات و الشركات و تصنيع 🙁 أنظمة التشغيل الآلي ، و السيارات ذاتية القيادة ، و الطائرات بدون طَيَّار ، و روبوتات التوصيل و النقل عَنْ بُعْد ) ؛ كما تسعى الدول لتحسين مجال: ( ” علم البيانات ” ، ” ذكاء الأعمال ” ، ” تطوير مجال الرعاية الصحية ” ، ” رؤية معالجة اللغة الطبيعية ” ( Natural Language Processing )، ” تحسين شبكات المحمول “، و غيرها من الخدمات المتعددة التي تعمل من خلال تقنيات و مهارات ” الذكاء الاصطناعي ( AI) ” … ) .

و بذلك يمكن للذكاء الاصطناعي أَنْ يحقق اكتشافات و تطورات عظيمة للبشرية في جميع المجالات ؛ و لعل أهم الأسباب في تنامي دور ” الذكاء الاصطناعي ” هو الفرص الهائلة للتنمية الاقتصادية التي سوف يقدمها ؛ فيتوقع ” الباحثون ” زيادة الناتج المحلي بمقدار (15,7) تريليون دولار بحلول عام (2030) .
كانت ” الصين” أولى الدول التي تخطو خُطُوَاتٍ سريعة لتحديد أهدافها الوطنية لاستثمار حوالي (150) مليار دولار في ” الذكاء الاصطناعي” حتى تصبح الرائدة عالميًا في هذا المجال بحلول (2030) ، و لعلها فعلاً هي الآن رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي في الكثير من المجالات و منها استخدام تطبيق ” Sharp Eyes” لمطابقة الصور و عمليات الشراء عبر الانترنت ، و تسجيل الهوية الشخصية و سجلات السفر عبر تطبيق ” Police Cloud” ، و غيرها من المجالات الطبية و التعليمية التي سبقت جميع الدول في تطبيقها .
كما تضاعفت الاستثمارات في ” الذكاء الاصطناعي ” داخل ” الولايات المتحدة الأمريكية ” ؛ فهناك ما يُسَمَّى بمستشاري الروبوتات ( Robo-Advisers ) الذين يُنْشِئون محافظ استثمارية شخصية و يتم وقتها إلغاء الحاجة إلى سماسرة الأوراق المالية أو المستشاريين الماليين …

إِنَّ الفُرَص الآن للتدريب على جميع هذه المهارات أصبحت مُتَاحَة في ” كليات الذكاء الاصطناعي” التي تضم أقسام:

في ضوء جميع ما سبق نستنتج أَنَّ تطبيقات ” الذكاء الاصطناعي ” تتسارع عبر العديد من القطاعات في دول العالم ؛ لذلك كان من الأهمية إعادة تصور للمؤسسات التعليمية للإعداد لِعَالَم سوف يكون فيه ” الذكاء الاصطناعي ( AI) في كل مكان ، و من أجل ذلك يحتاج الطلاب لنوع محتلف من التدريب عمَّا يتلقونه حاليًا لإعدادهم لوظائف مثل ” علماء البيانات Data Scientists ، علماء الكمبيوتر Computer Scientists ، المُبَرْمِجِين Coders ، و مطوري الأنظمة الأساسية Platform Developers ) و غيرها من الوظائف المستقبلية التي لم يتلق لها الطلاب أية تدريبات حول مهاراتها التقنية و الفكرية التي تمكنه من التحكم في آلات سوف تكون مطلوبة في مشهد يسيطر عليه ” الذكاء الاصطناعي ” …

  • برمجة الآلة Machine Programming .
  • الروبوتات و الآلات الذكية Robots and Intelligent Machines .
  • تكنولوجية أنظمة الشبكات المدمجة Systems Technology Compacted Network .
  • علوم البيانات Data Science .
    كما أَنَّ هناك الآن مواقع مجانية للتدريب على مثل هذه المهارات التقنية و منها 🙁 Coursera & Edx & Khan Academy & Udemy & i Tunes U free Courses)
    إِنَّهُ الذكاء الاصطناعي (AI) الذي سوف يضع المستقبل قريبًا بين يديك !