الذكرى السنوية الأولى لوفاة زوجتي الحبيبة

الأستاذ الدكتور/ أحمد علي عبد الساتر..
كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية،
جامعة الوادي الجديد
سفير السلام بهيئة سفراء السلام والشباب بمصر،
عضو مجلس علماء مصر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أسعد الخلق وخاتم الأنبياء وسيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم، وسلم تسليما كثيرا.

في مثل هذا اليوم، الرابع والعشرون من أكتوبر 2019، وفي أذان الفجر تماما، توقفت عقارب الساعة، وعم الصمت الرهيب، وسكنت الألسنة وتوقفت الجوارح، ولم أكد أصدق أن رفيقة دربي، وشريكتي في مشوار حياتي، ونصفي الآخر ” لفظت أنفاسي الأخيرة “، لا تكذب عينيك أيها القارئ الحبيب، أنت قرأتها قراءة صحيحة، هي لم تلفظ أنفاسها الأخيرة، وإنما لفظت أنفاسي أنا، لأن الحياة بعدها ليست حياة، وأي نعيم بعدها منغص، وأي سكينة بعدها صخب وضوضاء، وأي فرح بعدها حزن.

بين يدي وفي حضور أبنائنا، خرجت الروح الطاهرة من ذاك الجسد الطاهر، ملبية نداء ربها، لتستريح من كل آلام الدنيا، إلى نعيم الآخرة إن شاء الله، وهي لا تدري أن هذا الفراق الأبدي ترك في القلب غصة، وانكسارا، ووحدة، لا تواريها الأيام ولا السنون.

أم البنين، كنت وما زلت وستظلين تاجا فوق رأسي أحمله، وفخرا لي لا أدعيه، كلماتك لا تزال تتردد في أذهاننا جميعا، وأبناؤنا امتداد لك ولاسمك طول الدهر، قري عينا فأولادنا في عيناي وفي قلبي، ووقتي كله ملك لهم، أنا على العهد ما حييت وأسأل الله عز وجل العون والسداد، كما أسأله سبحانه أن يغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وأن يجمعنا سويا في دار رضاه، يوم نلقاه، وهو راض عنا.

إن الناظر من بعيد يقول: ” حالا كملت المرحومة سنة “، ” الأيام بتجري “، ” والله كأن ذكرى الأربعين كانت امبارح “.

وأنا أقول لكم باللغة العامية, ” اللي ايده في المية مش زي اللي ايده في النار”، أقسم بالله العلي العظيم، هذا العام هو أطول وأقسى وأصعب عام رأيته وعشته في عقودي الخمسة السالفة، وصدق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذ سماه ” عام الحزن “.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وأن يجمعنا معا في دار رضاه، يوم نلقاه، وهو راض عنا، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يلهمني وأولادي الصبر والثبات، إنه ولي ذلك والقادر عليه، اللهم آمين يا رب العالمين.
وصلى الله على سيدنا محمد، النبي العربي الأمي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلم تسليما كثيرا.

والله من وراء القصد