السعداء.. والأشقياء

WhatsApp Image 2020 07 26 at 7.46.21 PM

بقلم / أفراح رامز عطيه.

السعداء من أحبهم الله فأحبوه..
والأشقياء من أبعدهم الله فعصوه..
فقد روى البخارى بسنده فى كتاب فضائل الصحابة قال رحمه الله:حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضى الله عنه أن رجلا سأل النبى صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال:متى الساعة؟قال:وماذا أعددت لها؟قال لا شئ إلا أنى أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال:أنت مع من أحببت..قال أنس:فما فرحنا بشئ فرحنا بقول النبى صلى الله عليه وسلم:أنت مع من أحببت..قال انس:فأنا أحب النبى صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبى وإن لم اعمل بمثل أعمالهم..
قال هرم بن حيان:المؤمن إذا عرف ربه عز وجل أحبه..وإذا أحبه أقبل عليه..وإذا وجد حلاوة الإقبال عليه لم ينظر إلى الدنيا بعين الشهوة..ولم ينظر إلى الآخرة بعين الفترة..
****
وإذا أردت أن تعرف مقامك عند الله فانظر أين أقامك؟!
**إذا شغلك بالذكر فأعلم أنه يريد أن يذكرك..
**إذا شغلك بالقرآن فأعلم انه يريد أن يكلمك..
**إذا شغلك شغلك بالطاعات فأعلم أنه يريد أن يقربك..
**وإذا شغلك بالدنيا فأعلم أنه يريد أن يبعدك..
**وإذا شغلك بالناس فأعلم أنه يريد أن يهينك..
**وإذا شغلك بالدعاء فأعلم أنه يريد أن يعطيك..
فانظر بماذا أنت مشغول؟
فمقامك حيث أقامك..
****
**ومحبة العبد لله لها علامات.. منها
**إيثار ما يحبه على ماتحبه..
فتجتنب اتباع الهوى..وتتقرب إليه بالنوافل بعد الفرائض..
**حب ذكره..وحب كلامه وهو القرآن..والأنس به والتلذذ بسماعه..قال سهل بن عبدالله رحمه الله : علامة حب الله حب القرآن..وعلامة حب الله وحب القرآن حب النبي صلى الله عليه وسلم..وعلامة حب النبي حب السنة..وعلامة حب السنة حب الآخرة..وعلامة حب الآخرة بغض الدنيا..وعلامة بغض الآخرة أن لا يأخذ منها إلا زادا يبلغه الآخرة..
**ألا يتأسف على مايفوته منها..ويعظم تأسفه على فوت كل ساعة خلت من ذكر الله وطاعته
فيك من التوبة والعودة والأوبة..
**أن يتنعم بالطاعة ولا يستثقلها ويسقط عنه تعبها كلما تذكر أجرها..
****
**وهناك أصناف يحبهم الله ويحبونه وهم السعداء..
وأصناف لا يحبهم الله وهم الأشقياء..فمن هم؟
**جاء في القرآن
﴿ الله يحبُّ ﴾
﴿ الله لا يحبّ}

جاءت ﴿ الله يحب ﴾ ست عشرة آية
وجاءت ﴿ الله لا يحب ﴾ ست عشرة آية
وهذا توازن دقيق وعجيب وأن الله قد أحكم هذا الكتاب العظيم .
وإليكم الآيات حسب ترتيبها في المصحف:
** أولاً : ( من يحبهم الله )

١- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: ١٩٥].
٢- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: ٢٢٢].
٣- (فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [آل عمران: ٧٦].
٤- (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: ١٣٤].
٥- (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) [آل عمران: ١٤٦].
٦- (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: ١٤٨].
٧- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: ١٥٩].
٨- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [المائدة: ١٣].
٩- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [المائدة: ٤٢].
١٠- (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [المائدة: ٩٣].
١١- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [التوبة: ٤].
١٢- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [التوبة: ٧].
١٣- (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) [التوبة: ١٠٨].
١٤- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الحجرات: ٩].
١٥- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الممتحنة:٨].
١٦- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) [الصف: ٤].

** ثانياً: ( من لا يحبهم الله )

١- (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [البقرة: ١٩٠].
٢- (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) [البقرة:
٢٠٥].
٣- (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) [البقرة: ٢٧٦].
٤- (فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) [آل عمران: ٣٢].
٥- (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [آل عمران: ٥٧].
٦- (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [آل عمران: ١٤٠].
٧- (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) [النساء: ٣٦].
٨- (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا) [النساء: ١٠٧].
٩- (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [المائدة: ٦٤].
١٠- (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [المائدة: ٨٧]
.١١- (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) [الأنفال: ٥٨].
١٢- (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) [الحج: ٣٨].
١٣- (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) [القصص: ٧٦].
١٤- (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص: ٧٧].
١٥- (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [لقمان: ١٨].
١٦- (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [الحديد: ٢٣].

**بقي السؤال المهم :
من أى الصنفين نحن؟وكن صادقا..
فإن كنت ممن يحبهم الله فذاك من محض فضله..وإلا فباب التوبة مفتوح..ولا تقنط فعلم القبول يلوح..
****
المحبة شجرة تغرس فى الفؤاد..وتسقط بماء الوداد..أصلها ثابت فى بطن السر..وفروعها فى سماء الهمة..وثمرها لطائف الأنس..تؤتي أكلها دائما..والمحب أبدا عديم القرار..فقيد الإصطبار..لا يسكن أنينه..ولا يهدأ حنينه..نهاره ليل..وليله ويل..ونومه مفقود..وفى قلبه وقود..لا يطفأ إلا بدمعة من خشية الله والناس رقود ..
*
أما آن لك أن تستعد بزاد التقوى؟أما آن لك أن تحاسب نفسك فإن العمر محسوب؟أما آن لك أن تمحو قبيح أفعالك فإن القبيح مكتوب؟أتضحك ملء فمك وعليك ذنوب؟أتنام طول الليل وأنت مطلوب؟لو رأيت قرب أجلك لزهدت فى طول أملك..ولرغبت فى الزيادة من عملك..أين من سلف من الأولين والاخرين؟أين الأمم الماضية؟أين القرون الخالية؟أين الذين ملئوا الدنيا فخرا وعزا؟أين الذين فرشوا القصور حريرا وخزا؟ أين الذين ارتجّت بهم الأرض رجفا وهزا؟ {هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا}..
****
أسأل الله الذى ليس لقضائه دافع..ولا لعطائه مانع..ولا تخفى عليه الطلائع.. ولا تضيع عنده الودائع..وهو للدعوات سامع..وللدرجات رافع..أن يجعل قلوبنا خزائن توحيده..وألسنتنا مفتاح تمجيده..اللهم اجعلنا ممن أحببتهم وأحبوك..
اللهم لا عز لنا إلا فى الذل لك؛فأعزنا بطاعتك..ولا تذلنا بمعصيتك..ولا أمن لنا إلا فى الخوف منك؛فارزقنا خشيتك في السر والعلانية..ولا راحة إلا فى الرضا بقسمتك؛فرضنا بما قسمته لنا..وارزقنا الطهر والنقاء..واصرف عنا الحزن والهم والغم والبلاء..وخذ بأيدينا لما تحبه وترضاه واجعلنا من العتقاء فى دار البقاء..يادائم البقاء..ياسمين الدعاء..يارافع السماء..ياواسع العطاء..