السلطان ناصر الدين أبوالمعالي حسن 9* ولاية السلطان الناصر حسن الثانية *

94691062 1116514722019522 6059933159389134848 n 16

بقلم/ أحمد الطحاوي

اتفق صرغتمش مع الأمير شيخون على خلع الملك الصالح أخو السلطان الناصر حسن من السلطنة وسلطنة الملك الناصر حسن ثانية وأبرموا ذلك حتى تم لهم فقاموا ودخلوا إلى القلعة وأرسلوا طلبوا الملك الصالح فلما توجه إليهم أخذ من الطريق وحبس في بيت من قلعة الجبل وأرسلوا أشهدوا عليه بأنه خلع نفسه من السلطنة ثم طلبوا الملك الناصر حسناً من محبسه بالقلعة وكلموه في عوده وأشرطوا عليه شروطاً قبلها فأخذوه إلى موضع بالقلعة فيه الخليفة والقضاة وبايعوه ثانياً بالسلطنة ولبسوه تشريف السلطنة وأبهة الملك وركب فرس النوبة ومشت الأمراء بين يديه إلى الإيوان فنزل وجلس على تخت الملك وقبلوا الأمراء الأرض بين يديه على العادة وكان ذلك في يوم الإثنين ثاني شوال سنة خمس وخمسين وسبعمائة ولم يغير لقبه بل نعت بالناصر كما كان أولاً على لقب أبيه ونوب بآسمه بمصر والقاهرة ودقت البشائر وتم أمره وحالما قلع الملك الناصر خلعة السلطنة عنه أمر في الحال بمسك الأمير طاز فشفع فيه الأمير شيخون لأنه كان أمنه وهو نزيله فرسم له السلطان بالتوجه إلى نيابة حلب فخرج من يومه وأخذ في إصلاح أمره إلى أن سافر يوم الجمعة سادس شوال وسار حتى وصل حلب في الخامس من ذي القعدة وكانت ولايته لنيابة حلب عوضاً عن الأمير أرغون الكاملي وطلب أرغون إلى مصر فحضر أرغون إلى القاهرة وأقام بها مدة يسيرة ثم أمسك وأقام طاز في نيابة حلب ومعه أخوه كلتاي وجنتمر وكلاهما مقدمان بها ودام الملك الناصر حسن في الملك إلى أن دخلت سنة ست وخمسين وسبعمائة والخليفة يوم ذاك المعتضد بالله أبو بكر ونائب السلطنة بمصر الأمير آقتمر عبد الغني وأتابك العساكر الأمير شيخون العمري وهو أول أتابك سمي بالأمير الكبير وصارت من بعده الأتابكية وظيفة إلى يومنا هذا ولبسها بخلعة وإنما كانت العادة في تلك الأيام أنه من كان قديم هجرة من الأمراء سمي بالأمير الكبير من غير خلعة فكان في عصر واحد جماعة كل واحد منهم يسمى بالأمير الكبير حتى ولي شيخون هذا أتابكية العساكر وسمي بالأمير الكبير بطلب تلك العادة القديمة وصارت من أجل وظائف الأمراء تم ذلك وكان نائب الشام يوم ذاك أمير علي المارديني ونائب حلب طاز وصاحب بغداد وما والاها الشيخ حسن ابن الشيخ حسين سبط أرغون بن أبغا بن هولاكو وفي هذه السنة أيضاً كملت خانقاة الأمير الكبير شيخون العمري بالصليبة والربع والحمامان وفرغت هذه العمارة ولم يتشوش أحد بسببها ورتب في مشيختها العلامة أكمل الدين محمد بن محمود البابرتي الحنفي وأشركه في النظر ودام السلطان حسن في السلطنة ولم يحرك ساكناً إلى أن آستهلت سنة ثمان وخمسين وسبعمائة قبض على أربعة من الأمراء وسجنوا بثغر الإسكندرية وهم الأمير قجا السلاح دار وطقطاي الدوادار وقطلوبغا الذهبي وخليل بن قوصون وخلع على الأمير علم دار باستقراره في الدوادارية وخلع على الأمير قشتمر باستقراره حاجباً ووزيراً وكان القبض على هؤلاء الأمراء بعد أن ضرب الأمير شيخون بالسيف وحمل إلى داره جريحاً ولزم الفراش إلى أن مات وأمر ضرب شيخون كان في يوم الإثنين من شعبان سنة ثمان وخمسين وسبعمائة وهو أن السلطان الملك الناصر حسناً جلس في اليوم المذكور على كرسي الملك بدار العدل للخدمة والأمراء جلوس في الخدمة والقضاة والأعيان وجميع أرباب الدولة وبينما السلطان جالس على كرسي الملك وثب مملوك من المماليك السلطانية يسمى قطلوخجا السلاح دار على الأمير الكبير شيخون وضربه بالسيف ثلاث ضربات أصابت وجهه ورأسه وذراعه فوقع شيخون مغشياً عليه وأرجف بموته وقام السلطان من على الكرسي ودخل إلى القصر ووقعت الهجة فلما سمعت مماليك شيخون بذلك طلعوا القلعة راكبين صحبة أمير خليل بن قوصون أحد الأربعة المقبوض عليهم بعد ذلك فحملوا شيخون على جنوية وبه رمق ونزلوا به إلى داره وأحضروا الجرائحية فأصلحوا جراحاته وبات شيخون تلك الليلة في إصطبله وأصبح السلطان الملك الناصر حسن ونزل لعيادته من الغد فدخل عليه وحلف له أن الذي وقع لم يكن بخاطره ولا له علم به وكان الناس ظنوا أن السلطان هو الذي سلطه على شيخون فتحقق الناس براءة السلطان وطلع السلطان إلى القلعة وقد قبض على قطلوخجا المذكور فرسم السلطان بتسميره فسمر ثم وسط في اليوم المذكور بعد أن سأل السلطان قطلوخجا السلاح دار المذكور عن سبب ضرب شيخون بالسيف، فقال: طلبت منه خبزاً فمنعني منه وأعطاه لغيري ولزم شيخون الفراش من جراحه إلى أن مات في ذي القعدة من السنة.