بقلم :محمود العشري
الإشاعه،أو الشائعه: هي خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع و تُتداول بين العامة ظناً منهم على صحتها .
دائماً ما تكون هذه الأخبار شيقة و مثيرة لفضول المجتمع والباحثين و تفتقر هذه الإشاعات عادةً إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحة الأخبار . وتمثل هذه الشائعات جُزءاً كبيراً من المعلومات التي نتعامل معها . في احصائية أن 70% من تفاصيل المعلومة يسقط في حال تناقلها من شخص إلى شخص حتى وصلنا الخامس أو السادس من مُتاواتري المعلومة !
لإثارة الإشاعات أهداف ومآرب
تتنوع هذه الأهداف تماشياً مع مبتغيات مثيروها
فمنها ما هو ربحي ( مادي ) كما حصل في عام 2009 عندما تفجرت إشاعة مدوية في السعودية باحتواء مكائن الخياطة سنجر على مادة الزئبق الأحمر , مما أدى إلى وصول أسعار هذه الخُرد إلى مئات الآلاف من الريالات .
ومن الإشاعات أيضاً ما يكون خلفه
أهداف سياسية.
وعادةً ما تحصل هذه الإشاعات في الحروب أو في الحالات الأمنية غير الاعتيادية.
وتهدف هذه الاشاعات إلى تسبيب ربكة في الطرف المعني بالإشاعة.
كما حصل في الثورة الليبية لمعمر القذافي مثلاً عندما شاعت شائعة قوية بهروبه من ليبيا فاضطر للتصوير من أمام سيارته ليثبت للناس أنه ما زال موجوداً في ليبيا.
أيضاً اللعب واللهو هو من أهداف مُثيري الشائعات.
والشائعات التي تقوم على هذا المبدأ عادةً ما تحوم حول المشاهير كوفاة لاعب أو حدوث حادث لفنانة وغيره من الشائعات . من الشائعات من يصنعها المجتمع بنفسه خصوصاً للأمور المزمع أو المترقب حدوثها وذلك بكثرة ترديدها و السؤال عنها تنخلق شيئاً فشيئاً هذه الشائعات
يرجع البعض أيضاً أسباب ترديد الشائعات إلى: انعدام المعلومات، وندرة الأخبار بالنسبة للشعب.
ومن هنا ينادون بضرورة تزويد الشعب بجميع الأخبار التفصيلية والدقيقة الممكنة حتى يكون على بينة مما يدور حوله من أحداث وأعمال تؤثر على حياته ومستقبله.
كما أن الشائعات تنتشر بصورة أكبر في المُجتمعات غير المُتعلمة أو غير الواعية, وذلك لسهولة انطلاء الأكاذيب عليهم, و قلما يُسأل عن مصدر لتوثيق ما يُتداول من معلومات, فالمجتمع الجاهل يكون بيئة خصبة ومناسبة لإراجة الشائعات.
أيضاً عدم وجود الطرف المخول بالرد على شائعة مُعينة يزيد لهيبها ويبعد عنها الشكوك والأقاويل .
في نفس السياق
نجد أن انتشار وسائل الاتصالات الحديثة تُعد سبب هام في انتشار الشائعات فهي تقوم بنشر كم هائل جداً من المعلومات في وقت يسير جداً وبكل يسر وسهولة.
إن مواجهة الإشاعات والتصدي لها هي من أسس التقدم التي يجب أن تكون من ضمن الثقافة في المجتمع الشبابي وهي من المهام الرئيسية في ظل مجتمع يواجه أزمات متتالية.
ومن أسس المواجهة:
1- الاستعانة بأهل العلم والخبرة لصياغة الخطط المدروسة التي تكافح الشائعات من جذورها.
2- التزام الشباب بالشفافية العالية في عرض الحقائق عند النشر، إذ هذه الشفافية سوف تقطع الطريق أمام مروجي الشائعات.
3- تكذيب الشائعات: ينبغي اللجوء إلي تكذيب الشائعات كأداة للتصدي لها، ويكون ذلك من عرض الحقائق والأدلة والبراهين التي تنهي الشائعة من أساسها عندما تكون الشائعة بكل مكونتها غير صحيحة.
4- صرف انتباه الفئات المستهدفة : من أساليب مواجهة الشائعة ومكافحتها العمل على صرف انتباه الفئات المستهدفة عن الشائعة وإشغال هذا الفئات بقضايا مهمة من الواقع.
5- اتخاذ عقوبات رادعة لمروّجي الشائعات.
6- التوقف في نقل الإشاعة وعدم قبولها إذا لم تصل إلى حد العلم واليقين بها، فيجب الاعتناء بنقل الخبر الصحيح عن المغلوط.
7- الرجوع إلى المعنيين بالخبر وعرضه عليهم.
وأخيرا فإن دور الشباب في فلسفة التقدم لمستقبل مشرق هو مواجهة مشكلة الشائعة، إن محاربة الشائعات والقضاء عليها يجعل المجتمع يعيش متماسكاً قوياً لا يضعف ولا يهتز.