تمهيدًا لإقامتها على القمر في تجربة من شأنها تمهيد الطريق لبناء المستعمرات المكتفية ذاتيًا على القمر وكوكب المريخ،
نجحت مجموعة من الطلبة الصينيين، من توليد ما يكفي من الأكسجين والماء والغذاء لمدة عام، في مستعمرة معزولة بالكامل عن العالم الخارجي.
حيث عاشت مجموعتان من الطلبة المتطوعين في ”القصر القمري 1“ لمدة 370 يومًا، ونجحت المجموعتان من العيش هناك بالتناوب، دون الحاجة إلى مواد خارجية، وكان يمكن أن تبقى لفترة أطول.
وفقًا لصحيفة ”ديلي ميل“ البريطانية، حصل الباحثون على الأكسجين من النباتات والخضروات التي تزرع تحت أضواء LED، وكل شيء آخر -تقريبًا- يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة، حيث جاء من إعادة التدوير.
وجاءت 2% -فقط- من المواد المستخدمة، بما في ذلك البذور وورق التواليت ومنتجات التنظيف، من العالم الخارجي،
كما كان الهدف من التجربة، هو مساعدة الصين على تطوير مستعمرة مكتفية ذاتيًا على سطح القمر، وهو هدف يقول قادتها، إنه سيبدأ هذا العقد.
وبعد تجربة استمرت 105 أيام في عام 2014، حيث أطلقت الصين مشروع ”يويغونغ 365“ الذي استمر لمدة عام في 10 مايو 2017.
وفي البداية، عاش 4 طلبة متطوعين؛ رجلين وامرأتين، في القصر القمري لمدة 60 يومًا، والذي يقع في حرم جامعة بيهانغ في بكين، وهو مصمم لتوفير أي شيء يحتاجه الإنسان، للبقاء على قيد الحياة في الفضاء.
وفي يوليو، تم استبدال المجموعة الأولى بأخرى، والتي ظلت 200 يوم، ثم خرجت المجموعة الثانية في 26 يناير 2018، عندما عادت المجموعة الأولى لمدة 105 أيام أخرى.
وقالت وسائل الاعلام الصينية، إنه بعد إقامة المتطوعين لمدة اجمالية تبلغ 370 يومًا متتاليًا، سجلت التجربة رقمًا قياسيًا عالميًا جديدًا لأطول فترة في مختبر مكتفٍ ذاتيًا.
يذكر أن القصر القمري يحتوي على وحدتين للزراعة، مليئتين برفوف النباتات التي تنمو تحت أضواء LED، ومقصورة معيشة أصغر مساحتها 137 مترًا مربعًا، ذات 4 مقصورات نوم وغرفة مشتركة وحمام وغرفة لمعالجة النفايات.
وهناك عمل الباحثون على إعادة تدوير كل شيء، حتى فضلاتهم، والتي تم خلطها مع نفايات النباتات لإنتاج ثاني أكسيد الكربون لزراعة النباتات، في حين تم تعقيم البول واستخدامه للري.
وذكرت إدارة الفضاء الوطنية الصينية، إنها تأمل في إنزال رواد الفضاء على سطح القمر في عام 2030، حيث كان الهدف من هذه التجربة، اختبار حدود قدرة البشر على العيش في مساحة مكتفية ذاتيًا ومغلقة، قبل بناء قاعدة على سطح القمر بالقرب من القطب الجنوبي الغني بالجليد في القمر، وسيتم تقاسمها مع العديد من الدول.