بقلم الأديب/أحمد عفيفي
راقته الصورة, صورتها التى لم تغيرها بتاتا,وراقته الكلمات -الثابتة-المكتوبة بحرص ودقة أسفل الصورة,وراقتها صورته, وأشعاره,وقصصه, تبادلا الإعجاب ببعضهما عبر الرسائل الخاصة,ثم تطور الإعجاب إلى رغبتها في اللقاء من خلال-الكام-,فأخبرها أنه لا يعرف ما-الكام- ,فأفهمته ما -الكام- وكيف يستخدمه
*لاحتْ أمام ناظريه صوتاً وصورة وحركة , جالسة فوق كرسيها الهزاز الدوّار وكأنها تحت تأثير تنويم مغناطيسي , وبعد هنيهةِِ اعتدلت على الكرسىّ , ثم فجأةً باغتته بضحكات هيستيرية وسط دوائر كثيفة من دخان تبغٍ تُدخِّنه بشراهةِِ , ثم راحت تمرر أناملها بين خصلات شعرها ذى اللونين البنى والاصفر والذى بدا -مُستعارا- قبل أن تشرع فى الكلام,وهو جالس يتأمل في صمت أمام مشهدٍ يراه للمرة الأولى, ثم تحدًثت,خرجت الكلمات من فمها ثقيلة بطيئة بفعل تناول خمراً أو ما شابه, أسقط في يده وتمتم لنفسه مذهولاً:أهذه صاحبة الصورة الوقورة المحتشمة والعبارات الأخاذة المنتقاة؟,أم هذه غانية دخلت عن طريق الخطأ؟
وسرعان ما استفحلت دهشته عندما نزعت روبها الشفاف وجلست بقميص نوم لا يستر شيئا,فتمتم ثانية: نعم هذه غانية مع سبق الإصرار,قطعت دهشته قائلة بعد أن تمالكت نفسها-لماماً-:أنت الوحيد من بين آلاف الأصدقاء الذى يرانى الآن حقيقةً وليس صورة ,قال:حقاً ؟ثم أردف:أنا سعيد بذلك لأنك وفًرت علىً الذهاب إلى معاقل الخيال لأُبدى تصوًراً فيكِ , قالت:هذا لأننى أحببتك حقا كما لم أحب من أصدقائى الكثيرين جداً بما فى ذلك أزواجى السابقين,أحببتك لطلتك الجذابة وأشعارك وكتاباتك وثقتك بنفسك, وقُلت لصديقاتى المُقربات الغيورات والحاقدات:هذا هو رجُلى الذى تمنيته منذ عقود ولًت , وها قد حصُلت عليه,ولن أدعه لأحدٍ غيري,فقال مرتبكاً:وأنا أيضاً لن….وانقطع التيار الكهربى,فتراجع يتحسس طرف سريره واستلقى وراح يدخن ويفكر ويستعرض ما حدث ,
كانت الصورة لا تزال أمام عينيه جليةً تماماً كأنها تتحرك,ثم أخذه سباتٌ قلق,وبعد ساعتين عاد التيار الكهربى , فقام واعتدل أمام الجهاز خاصته,بعد أن أخذ قرارا صارماً بأن يكون لقاؤهما الفائت,هو الأول , والأخير@
الـلـقــاءُ الأول( جريدة نسر العروبة)
ما هو رد فعلك؟
حب0
حزين0
سعيدة0
غاضب0
غمزة0