بقلم سحر محمد
فى قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة الإسلامية بتونس حيث حفل ختام تظاهرة تونس عاصمة الثقافة الإسلامية عن العالم العربى لعام 2019 م أعلنت منظمة التربية والعلوم والثقافة الإسلامية الإيسيسكو بإختيار القاهرة لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية عن العالم العربى لعام 2020 م، وقد تولى السيد وزير الثقافة التونسى بتسليم المشعل إلى رئيس الوفد لجمهورية مصر العربية مشعل الإحتفاء بالقاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2020م، فيما تسلمت مدينة بخارى بجمهورية اوزباكستان عن المنطقة الأسيوية، كما ستصبح باماكو بجمهورية مالى عاصمة الثقافة الإسلامية فى إفريقيا.
والجدير بالذكر أن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو هى منظمة متخصصة تعمل فى إطار منظمة التعاون الإسلامى تعنى بميادين التربية والعلوم والثقافة فى البلدان الإسلامية لتدعم وتقوى الروابط بين الدول الأعضاء، مقرها الرباط فقد إتخذ المؤتمر الإسلامى العاشر لوزراء الخارجية سنة 1979م قرار بتأسيسها، وفى سنة 1982م تم عقد مؤتمر التأسيس للمنظمة فى مدينة فاس بالمملكة المغربية معلنا قيام منظمة دولية متخصصة فى ميادين التربية والعلوم والثقافة والإتصال تعمل فى إطار التعاون الإسلامى، حيث تهدف هذه المنظمة إلى النهوض بالثقافة الإسلامية والتعريف بخصوصياتها وتنوعها وأبعادها الإنسانية والحضارية، وتفعيل التضامن والتواصل الثقافى من خلال برنامج الإيسيسكو لعواصم الثقافة الإسلامية وتوصيف الثقافة فى الإندماج الإجتماعى من خلال التنمية السياحية الثقافية فى العالم الإسلامى، وتطوير العمل الثقافى الإسلامى خارج العالم الإسلامى ، والرد على الحمالات الإعلامية المسيئة لصورة الإسلام ومقدساته.
وقد جاءت فكرة برنامج عواصم الثقافة العربية منذ عام 2001م ثم بدأت فكرة البرنامج وبلورته فى عام 2004م فى مؤتمر وزراء الثقافة الرابع الذى إنعقد فى الجزائر على أن تكون ثلاث عواصم ثقافية عن المنطقة العربية والمنطقة الأسيوية والمنطقة الإفريقية على إعتبار أن منظمة الإيسيسكو تضم ثلاث مناطق جغرافية ، ومنذ عام 2005م بدأت أول عاصمة للثقافة الإسلامية فى العالم العربى كانت مدينة مكة المكرمة حيث كان المغزى من ذلك أن تكون مكة المكرمة مدينة العواصم فكانت عاصمة للثقافة الإسلامية عن العالم الإسلامى فى الثلاث مناطق العربية والأسيوية والإفريقية ثم تناوبت المدن العريقة التى تحمل دلالات ثقافية وحضارية فى العالم الإسلامى وصولا إلى عام 2020 إلى مدينة القاهرة.
وقد وضعت المنظمة معايير وشروط لكى تحظى مدينة من المدن لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية لعام ومن أهم هذه المعايير أن تكون المدينة ذات عراقة تاريخية لها جذور تاريخية وحضارية ومعالم آثرية، وأن تحتوى على مراكز بحثية وثقافية ذات أبعاد إقليمية ودولية، وأن تكون مدينة مؤثرة فى الثقافات سواء الثقافة الإقليميىة والثقافة العالمية.
ومن المعروف أن إختيار القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية لم تكن أول مرة لمدينة مصرية أن تفوز بذلك الإحتفاء فقد تم الإحتفاء بمدينة الإسكندرية عاصمة للتقافة الإسلامية عام 2008م.
ويؤكد الدكتور عبد العزيز صلاح سالم الأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة والخبير السابق بمنظمة الإيسيسكو أن هذا الإختيار يعكس القيمة التاريخية والأثرية للمدن الثقافية فى مصر ويؤكد على المكانة الثقافية الرفيعة لمصر بين الثقافات العالمية ، وأن إختيار القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية يأتى إنطلاقا من كونها أهم وأكبر المدن التراثية فى العالم حيث أنها تتميز بتعدد الآثار والمبانى التاريخية بما يعبر عن تاريخ القاهرة الطويل بصفتها عاصمة سياسية وثقافية وتجارية ودينية مهيمنة ورائدة فى الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط.