القدس: رساله من سيادة المطران عطا الله حنا الى شبابنا المسيحي

126190281 4663169590421929 2628762004413151191 o

قال سيادة المطران عطا الله حنا : ” لشبابنا المسيحي الذين يفكرون بالهجرة ابقوا في وطنكم وفي مدينتكم المقدسة لانكم لن تجدوا مكانا اجمل من القدس في عالمنا “القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن هجرة المسيحيين الفلسطينيين من وطنهم مستمرة ومتواصلة ونزيف الهجرة يهدد استمرارية بقاء الحضور المسيحي العريق والاصيل في هذه الارض المقدسة والتي منها انطلقت الرسالة المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها .لا نريد ان تتحول كنائسنا واماكننا المقدسة الى متاحف يؤمها الحجاج والزوار الاتون من هنا او من هناك .وهجرة المسيحيين من ديارنا كما ومن غيرها من الاقطار العربية الشقيقة انما هي خسارة لهذا المشرق ولهويته الحضارية والانسانية والروحية هذا المشرق الذي تميز بالتنوع الديني والعيش المشترك والتلاقي والاخوة الانسانية بين كافة مكوناته .ما نخشاه هو ان نصل الى مرحلة تكون فيها ارض الميلاد والقيامة خالية من المسيحيين الذين يجب ان يبقوا فيها شهودا لايمانهم ولانتماءهم ، فالكنيسة في مفهومنا ليست كنيسة الحجر بل كنيسة البشر .اقول لشبابنا المسيحي الذين يفكرون بالهجرة بسبب الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والسياسية والتي تفاقمت مؤخرا مع جائحة الكورونا اقول لهم ابقوا في وطنكم ولا تغادروا بلدكم لانكم لن تجدوا مكانا اجمل من فلسطين في هذا العالم .لا تستسلموا امام التحديات والعواصف التي تتعرضون لها ولا تستسلموا للخطاب التحريضي الذي يشجعكم على الهجرة فالمحبة في مفهومنا هي مقرونة بالتضحية ومن احب كنيسته وانتمى لوطنه عليه ان يضحي في سبيل هذه الكنيسة وفي سبيل هذا الوطن وان يبقى صامدا ثابتا متمسكا بانتماءه لهذه الارض المقدسة والتي نسكن فيها بأجسادنا ولكنه ساكنة في قلوبنا وفي عقولنا وفي ضمائرنا .يكفي ما حل بنا في الماضي من مآس بسبب تراجع اعداد المسيحيين وهجرتهم في ظروف مختلفة ومتعددة اما هذه القلة الباقية من المسيحيين فنريدها ان تبقى في هذا الوطن وان يكون ابناءنا ملحا وخميرة لهذه الارض ومصدر خير وبركة لهذا الشعب الذي نحن مكون اساسي من مكوناته .لا خيار امامنا سوى الصمود والرباط والبقاء في هذه البقعة المقدسة من العالم لكي نبقى شهودا لذاك الناصري الذي تجسد من اجل خلاصنا وافتدانا بدمه الكريم على الصليب .لا خيار امامنا سوى ان نبقى في هذه الارض المقدسة التي نحن فيها اصلاء ولسنا اقلية او جالية او ضيوفا عند احد ، و ان نتحلى بالحكمة والرصانة والوعي والوطنية الحقة في مواجهة من يشجعون ابناءنا على الهجرة وان يحزموا امتعتهم ويغادروا وطنهم الى بلاد الاغتراب .اقول لشبابنا المسيحي وبعضهم يفكروا بالهجرة بشكل جدي ابقوا في هذه الارض المقدسة التي هي بحاجة اليكم ، كنيستكم بحاجة الى ابنائها وهذا الوطن بحاجة الى ابناءه ولا تستسلموا لثقافة الخوف والقلق من مستقبل مجهول فالمستقبل نصنعه بأيدينا بوعينا وحكمتنا ورصانتنا وصلابة ايماننا وانتماءنا .نعرف جيدا ان هنالك كما هائلا من التحديات التي يعاني منها ابناءنا ونقول لهم قاوموا هذه التحديات بايمانكم القوي وصلاتكم العميقة وانتماءكم الذي لا يتزعزع لكنيستكم الام ولوطنكم الجريح .