بقلم : أ . د . بومدين جلالي…
عنْدمـا أكْتبُ عنْ حُبِّ حَيـــاتي ** تَشْعُرُ الرّوحُ بِأنِّي في صَلاتِي
هُوَ سِرٌّ ودُمـوعٌ في خُشـوعٍ،** هوَ صمْتٌ صـارخٌ في ليْلِيـــاتِي
أدْخلُ الْمِحْرابَ والشَّوْقُ يُريني**نُورَ طَيْفٍ بيْنَ هَوْلِ الظّلُمـاتِ
قَلمِـي في الْيَدِ، والرَّعْشَةُ وَحْيٌ ** فيهما، والْحِبْرُ يُغْري كَلِمـاتِي
يا لعِشْقي حِينَ يبْدُو كُلُّ هَمْسٍ** نَشْوَةً في جُودِ سِحْرِ الْبسَماتِ !
عابِدٌ أوْ سائِحٌ أنْتَ فُؤادي** في رِحابِ الْوَصْلِ بيْنَ الْمُفْرَداتِ ؟
في الْمَعاني رفْرَفَتْ عَيْنُكَ طَيْراً**مِنْ طُيورِ الْوَجْدِ فَوْقَ الرَّبَواتِ
وعَبيـرُ الْمَرْجِ يَجْتاحُ السَّواقي ** بِعُطورٍ مِنْ رِياضٍ سابِغـاتِ
ويُحاكِي الْبَيْتُ فِرْدَوْسَ نَعيمٍ ** فـاقَ بِالْحُسْنِ أَثيـرَ الْفاتِنــــاتِ
فكَأنَّ الْحَرْفَ ما كانَ بَياناً**بَلْ وُلُوجاً في رُضابِ الْمُعْجِزاتِ
وكأنَّ النّفْسَ ذابَتْ في الْمَبـاني ** وصَدى أنْغامِها مُشْتَهَياتِي
وكأنَّ الْأرْضَ لمْ تُصْبِحْ تُراباً** بلْ زَكاةً مِنْ بَقايا الْهَفَواتِ
فأرَانــي مَرَّةً في غَيْمِ يوْمٍ ** ماطِرٍ يُلْغي جَفـــافَ الْفَلَواتِ
وأرَاني مَرّةً في دِفْءِ شَمْسٍ**يَحْتَسِي صَفْوَ بَهاءِ الثّلْجِياتِ
وأرَانــي مَرَّةً أرْفُلُ حُرّاً ** بَعْدَ مَـــاضٍ، قَبْلَ أنْ يَأتِيَ آتِ
بِسَلامِ الْحُبِّ أنْهِي كُلَّ حَرْبٍ** بِارْتِقاءِ الْفَتْحِ أسْمُو لِنَجـاتِي
وحُروفي فَيْضُ إلْهامٍ رَقُوصٍ**يَغْرِفُ الشِّعْرَ بِإشْرَاقِ الْأداةِ
فإذا النَّصُّ ضَحوكُ الثّغْرِ يَجْلُو**راسِماً عَزْفَ غَرامي في الْحياةِ
وإذا بِي وَجْهُ بِشْرٍ مِنْ هُدوءٍ ** يَزْدَهِي في شَطِّ ألْبابِ الْهُداةِ.
…………………………………………………………………..
اللوحة تكريم لي من الأستاذ الخطاط محمد شدّاد