المرأة والإقتصاد المستدام

كتب / أ. د رغدة محمود
استاذ الاداره بكلية الاقتصاد المنزلى جامعة حلوان

محتوي المقالة

الملكة رانيا : نموذج للمرأة القوية في القيادة والعائلة والعطاء المجتمعي

د. درية شرف الدين: رائدة الإعلام والسياسة في مصر، قصة نجاح ملهمة!

رايا أبي راشد: من مذيعة شابة إلى أيقونة عالمية تتحدى المستحيل

تزايد الإهتمام بتعزيز دور المرأة فى مختلف المجالات خلال العقود الأخيرة وذلك إنطلاقاً من الإيمان القوى بأنها تمثل نصف المجتمع وقوة فاعلة حقيقية لا يستهان بها , حيث يعد الإستثمار فى المرأة أحد أكثر الأدوات فعالية لتعزيز النمو الإقتصادى الشامل والمستدام .
فالمرأة تمثل العنصر الأهم فى العملية الإنتاجية والإستهلاكية بدءً من أصغر خلايا المجتمع … وهى الأسرة … لأنها المسئول الرئيسى عن إدارة وإستخدام الموارد الإقتصادية بأسرتها , بالإضافة الى دورها فى عملية التنشئة الاجتماعية والتى تؤثر بقوة على سياسات ترشيد الإستهلاك وخلق وعى إستهلاكى سليم ومستدام داخل أسرتها وذلك من خلال نجاحها فى الموازنة السليمة ين مواردها وإحتياجاتها الفعلية , بالإضافة الى تكيفها مع متطلبات وتحديات العصر وإحتياجاته المتنامية من خلال البحث عن طرق مبتكرة فى سُبل الترشيد وصولاً لإستدامة الموارد الأسرية .

وحيث تعتبر ممارسات الإنتاج والإستهلاك المستدام من أهم تحديات الإقتصاد المستدام لأنها تهدف الى الحد من الإستخدام العشوائى للموارد وبالتالى منع نفاذ تلك الموارد بالإضافة الى إفراز معدلات أقل من التلوث من خلال خلق ممارسات إنتاجية وإستهلاكية مستدامة يمكن أن تبدأ من داخل المنزل بواسطة ربة الأسرة وبما تملكه من إمكانات ومهارات وقدرات والتى تعد بمثابة القوة القادرة على إحداث التنمية والإبتكار والتقدم كما تعتبر أحد الدعائم الأساسية فى التنمية الإقتصادية وتحريك عجلات النمو فى المجتمع .

والوعى بتلك الممارسات ومدى الإلتزام بها والتى تهدف جميعاً الى الحفاظ على البيئة دون المساس بمعدلات التنمية المستهدفة من خلال الإستخدام الرشيد للموارد والإعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وتبنى أنماط إستهلاك وإنتاج مستدامة فضلاً عن سياسة إعادة التدوير وإستخدام المخلفات بهدف زيادة العائد الإقتصادى من جانب وتقليل الفاقد من الموارد من جانب أخر ….. وغيرها .

وحيث ركزت رؤية مصر 2030 على الإرتقاء بجودة حياة المواطن المصرى والسعى نحو تحسين مستوى معيشته فى مختلف نواحى الحياة وذلك من خلال التأكيد على تحقيق نمو إقتصادى مرتفع ومستدام , كذلك السعى نحو تعزيز الاستثمار فى البشر وبناء ودعم قدراتهم الإبداعية من خلال الحث على زيادة المعرفة والإبتكار والبحث العلمى فى شتى المجالات والإرتفاع بمستوى الوعى وخاصة فى المجالات الأكثر أهمية وإلحاح .

مما يصل بنا الى ضرورة تسليط الضوء على القطاع المنزلى وأهمية دور ربة الأسرة فى دعم الإقتصاد المستدام والوعى بأهميته لإحداث التوازن المستهدف فى استخدام الموارد التى تمتلكها سواء كانت طبيعية أوإقتصادية , وأهمية وقوة دورها وعدم الإستهانة به , فالبناء والتنمية والرخاء قطعاً يبداء من منازلنا وممارساتنا اليومية وما نغرسه فى أطفالنا وشبابنا من سلوكيات وخلق الرغبة الحقيقية لديهم فى الإتجاه نحو السلوك الرشيد كمطلب حيوى هام وليس رفاهية .