المَجْمَر

94784061 3106455292750859 7687561018217594880 n

بقلم : د/ بومدين جلالي


من عادات البيّض القديم في طفولتي البعيدة؛ كان مجمر الطين يظهر بقوة ونكهة ليلة الجمعة، وليلتي منتصف رمضان والسابع والعشرين منه، وفي كل عيد من أعيادنا الدينية مثل الفطر والأضحى والمولد وعاشوراء …
بعض الأسر تضع في المجمر الحطب، وبعضها تضع فيه الفحم … وتشتعل النار هنا وهناك قبيل المغرب، فينشر الهواء روائح متميزة من الحطب والفحم المحترقين ببطء … وإذا جن الليل، تتعطر الأحواش والممرات والشوارع بالبخور القادم من أماكن متعددة متباعدة متداخلة في روائحها الزكية … والبخور الغالب الذي كان يستعمله الناس عصرئذ هو ” الجاوي ” …
والجميل في ذلك الوقت أثناء التحضير لمناسباتنا الدينية المشار إليها أعلاه هو أنك ترى القريبات والجارات يتبادلن ما في حوزتهن من بخور، ولا سيما الجاوي منه، لإحياء المناسبة في جو احتفالي … وكان تنفيذ هذا التبادل بواسطة الأطفال بما كل ما للطفولة من براءة وبهجة وحيوية …
كانت دنيانا بسيطة جدا، لكنها كانت جميلة جدا وسعيدة جدا جدا …
أسعد الله حياتكم أيها الأفاضل والفضليات، ووفقنا أجمعين إلى إحياء تراثنا العريق الأنيق ثم المحافظة عليه بغية تبليغه لأجيالنا المقبلة، بمشيئة الله تعالى وعونه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ